أعلنت المملكة عن التزامها بتقديم مبلغ 500 مليون دولار لدعم خطة الاستجابة الإنسانية لليمن 2020، وخطة مواجهة فايروس كورونا المستجد، على أن يُخصص منها 300 مليون دولار من خلال وكالات ومنظمات الأممالمتحدة وفق آليات مركز الملك سلمان للإغاثة، وأكدت الأممالمتحدة أن المؤتمر جمع 1.35 مليار دولار. خلال تنظيمها أعمال مؤتمر المانحين الافتراضي لليمن 2020 في الرياض أمس (الثلاثاء)، بالشراكة مع الأممالمتحدة، بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان. ورأس وفد المملكة في المؤتمر وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان. وشارك في المؤتمر ما يزيد على 126 جهة منها 66 دولة و15 منظمة أممية و3 منظمات حكومية دولية وأكثر من 39 منظمة غير حكومية، بالإضافة إلى البنك الإسلامي للتنمية، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر. وزير الخارجية: اليمنيون يتطلعون لنتائج المؤتمر لمواجهة الحوثي أوضح وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان تأكيد خادم الحرمين الشريفين وولي عهده على الموقف الثابت لحكومة المملكة في دعم ومساندة الجمهورية اليمنية وشعبها الشقيق، وتقديرهما البالغ لما تقدمه الأممالمتحدة من عمل إنساني عبر وكالاتها العاملة في شتى أنحاء العالم وفي اليمن على وجه الخصوص. وقال ابن فرحان خلال كلمته في المؤتمر لقد حرصت المملكة على استضافة هذا المؤتمر رغم الظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم أجمع بسبب تفشي جائحة فايروس كورونا المستجد. وأضاف نجتمع اليوم والشعب اليمني يتطلع إلى ما سيسفر عنه هذا المؤتمر من تعهدات يطمح أن يتم تقديمها عاجلا لتعينهم على مواجهة التحديات الإنسانية والسياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية والتنموية بسبب الممارسات غير الإنسانية من المليشيات الحوثية التي تقوم بالاستحواذ والنهب وفرض الرسوم على المساعدات الإنسانية وإعاقة وصولها إلى كافة الأراضي اليمنية، وذلك استمرارا لتعنتها بعدم قبول الحل السياسي وعدم قبول وقف إطلاق النار والتهدئة الذي أعلنه التحالف لدعم الشرعية في اليمن، ودعوة المبعوث الأممي الخاص لليمن للانخراط في مفاوضات مباشرة بين الأطراف اليمنية. وناشد وزير الخارجية المجتمع الدولي لممارسة كافة الضغوط على المليشيات الحوثية للسماح لموظفي مكتب الأممالمتحدة لخدمات المشاريع UNOPS بالوصول لموقع خزان النفط العائم (صافر) الذي يوجد به أكثر من مليون برميل، والمهدد بالانفجار منذ سيطرتهم على ميناء الحديدة في 2015م لتفادي حدوث أكبر كارثة بيئية في البحر الأحمر حال تسرب النفط وتأثير ذلك على الملاحة البحرية والاقتصاد العالمي، وكذلك تدمير الألغام البحرية المزروعة التي تمنع وصول السفن التي تحمل المساعدات، وعدم فرض الرسوم عليها، والتوقف عن استهداف مطاحن البحر الأحمر في الحديدة. وجدد التأكيد على أن المملكة قدمت لليمن منذ بداية الأزمة في سبتمبر 2014 مساعدات بمبلغ اجمالي وصل إلى أكثر من 16 ملياراً و 940 مليون دولار أمريكي، شملت تنفيذ مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية 453 مشروعا في 12 قطاعا غذائيا وإغاثيا وإنسانيا، إلى جانب مساعدات لإعادة الإعمار حيث قام البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن بتنفيذ 175 مشروعا في سبعة قطاعات تنموية بتكلفة بلغت أكثر من 150 مليونا و520 ألف دولار أمريكي، والمساعدات المقدمة للأشقاء اليمنيين داخل المملكة، ذلك إلى جانب المساعدات الحكومية الثنائية، وتقديم وديعة بمبلغ 3 مليارات دولار أمريكي لدعم العملة المحلية والاقتصاد اليمني، إضافة إلى تقديم مشتقات نفطية بقيمة 60 مليون دولار أمريكي شهريا لتشغيل محطات الكهرباء، واستمرار مشروع (مسام) لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام الأرضية والذخائر الحية. وقال وزير الخارجية انطلاقا من قناعة المملكة بأهمية تكاتف الجهود لمعالجة الوضع في اليمن وتخفيف المعاناة الإنسانية عن شعبه، فإنها تدعو كافة الدول والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية للوفاء بتعهداتها لليمن والتي تم الإعلان عنها العام الماضي لليمن بمبلغ 2 مليار و410 ملايين دولار أمريكي لتمويل عملية الإغاثة والتي سيخصص منها 180 مليون دولار أمريكي لمكافحة تفشي فايروس كورونا في اليمن ومنع حدوث كارثة إنسانية هناك. التحالف: إبحار «AS PAOLA» من جدة لنقل مساعدات إغاثية لليمنيين قدمت قيادة القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية في اليمن كافة التسهيلات والتصاريح اللازمة لسفينة الحاويات (AS PAOLA) والمستأجرة لصالح برنامج الأغذية العالمي لنقل معدات طبية ومساعدات غذائية من ميناء جدة إلى ميناء الحديدة والخاضع لسيطرة المليشيا الحوثية منذ أكثر من 5 أعوام، حيث غادرت السفينة ميناء جدة أمس الأول (الإثنين) ومن المتوقع وصولها صباح اليوم الأربعاء. وتقدم السفينة خدمات الشحن البحري لبرنامج الأغذية العالمي للعمليات الإغاثية والإنسانية باليمن وتتجه إلى ميناء الحديدة وعلى متنها أكثر من 1,869 طن من المعدات الطبية، و8,867 طن من المساعدات الغذائية ضمن جهود البرنامج في العمل الإغاثي والإنساني باليمن. وتعد المملكة أكثر الداعمين لعمل برنامج الأغذية العالمي في اليمن على مدار الخمس السنوات الماضية من خلال خطط الاستجابة الإنسانية لليمن. وفي ظلِّ تعنّت المليشيا الحوثية وتعمّدها مضاعفة معاناة اليمنيين في مناطق سيطرتها والمدن التي تحاصرها، وتعطيلها لعمل المنظمات الأممية وغير الحكومية أشار المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي في حديث سابق إلى سرقة المليشيا للمساعدات التي يقدّمها البرنامج. الربيعة: مواقف المملكة ثابتة تجاه اليمن.. تسعى لرفع المعاناة عنه أعلن المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله الربيعة عن التزام المملكة بتقديم مبلغ 500 مليون دولار أمريكي لدعم خطة الاستجابة الإنسانية لليمن 2020، وخطة مواجهة (كوفيد 19) في اليمن، يُخصص منها 300 مليون دولار من خلال وكالات ومنظمات الأممالمتحدة وفق آليات مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وبقية المنحة البالغة 200 مليون دولار تُنفذ من خلال المركز ووفق آلياته بالتنسيق مع المنظمات الوطنية والمحلية والدولية، بالإضافة إلى إعتماد المرحلة الثالثة من مشروع (مسام) لتطهير اليمن من الألغام بمبلغ 30 مليون دولار أمريكي، وبهذا يكون ما تم صرفه على جميع المراحل الثلاث للمشروع مبلغ وقدره 100 مليون دولار أمريكي. وقال الربيعة إن هذا الدعم يأتي تأكيداً على الدور الريادي الذي تقوم به المملكة، ومواقفها الثابتة تجاه اليمن وشعبه، وسعياً منها لرفع المعاناة الإنسانية والصحية التي يتعرض لها اليمنيين في ظل هذه الظروف العصيبة. وأضاف الربيعة خلال كلمته في المؤتمر نجتمع اليوم في ظل ظروف صعبة يواجهها العالم جراء جائحة (كوفيد 19)، وما تسببت فيه من تحديات اقتصادية وصحية وسياسية، يُضاف إلى ذلك ما يواجهه الشعب اليمني من ظروف إنسانية وصحية صعبة، تسببت فيها المليشيات الحوثية المدعومة من إيران. غوتيريس: كورونا يهدد حياة أكثر من 10 ملايين يمني أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس أن الوضع الإنساني في اليمن حيث يحتاج إلى مساعدات إنسانية في هذه الأزمة التي تعد الأكبر إنسانيا، لافتا النظر إلى أن المجاعة وسوء التغذية تهدد حياة الأطفال إلى جانب نزوح أكثر من 4 ملايين شخص في الداخل اليمني، بالإضافة إلى ما تشكله جائحة كورونا من تهديد لحياة أكثر من عشرة ملايين شخص، وتشكل تهديدا مرعبا للأضعف صحة، وقال "أمامنا وقت عصيب ونحن الآن قد نواجه معدلات وفاة عالية إذا لم يتم التصرف بشكل عاجل". وأضاف خلال كلمة له في بداية المؤتمر عبر فيها عن الشكر والتقدير للمملكة على رعايتها لهذا المؤتمر الحيوي ومساعداتها الدائمة لليمن، أن النظر إلى أن اليمن يواجه ظروفا اقتصادية وإنسانية صعبة سواء على المستوى المؤسسي أو الشخصي خاصة مع تفشي جائحة كورونا المستجد (كوفيد – 19). وأشار غوتيريس إلى أن المرافق الصحية في اليمن تعاني من نقص في الأجهزة التطبية وخاصة أجهزة التنفس وسيارات الإسعاف مما فاقم من أزمة فايروس كورونا، كما أن المستشفيات التي تعمل لا يوجد فيها مصادر طاقة معتمدة، لافتا الانتباه إلى أن 50 % من السكان ليس لديهم إمكانية الوصول إلى المياه النظيفة.