سنوات طويلة، استطاع خلالها خليفة الإخوان المزعوم، أن يخدع الأمة العربية والإسلامية، بارتداء ملابس الجدة، والجلوس في سريرها، وتمثيل دورها، ليلتهم ذات الرداء الأحمر، التي ظنّت أنه مخلوق «طيب»، فوثقت به، وتحدثت معه، ونسيت نصائح أمها، أن لا تتحدث مع الغرباء، ولا تثق بهم. منذ تولى أردوغان، منصب رئيس وزراء تركيا، 2003-2014، وبدعم منقطع النظير، من قناة الجزيرة، وخلفها نظام الحمدين، استطاع الذئب، أن يتسلل خلسة، إلى قلوب الجهلاء، في الوطن العربي، ويقنعهم بأنه الخليفة الأمين على فلسطينوسوريا ومصر والسودان وتونس واليمن والسودان وليبيا، ورسمَ لهم صورة، بالتعاون مع الإعلام القطري الخائن، والجماعات الإرهابية المرتزقة، والحكومات الهشة، أنه الحريص على دينهم وعروبتهم، أكثر منهم. كم دليل يحتاج الجهلاء في الوطن العربي ليكتشفوا خبث أردوغان؟ بالأمس فقط حطّت طائرة إسرائيلية في مطار إسطنبول، ترفع التجارة بين إسرائيل وتركيا، العلنية والمكشوفة، إلى مستويات قياسية، وقبلها يعلن أردوغان أن وجوده في ليبيا، هو استعادة للحلم العثماني، ويُجبر قطر على دفع أتاوة 10 مليارات دولار، لتمويل الإرهاب، ويجمع في وكره، المرتزقة من إخوان اليمن، الذين يتآمرون مع الدوحة لدعم الحوثي من جهة وتهديد أمن السعودية من جهة أخرى، وينقل الإرهابيين من سوريا، جهارا نهارا، إلى جبهات الحرب ليقاتلوا الجيش العربي الليبي ! في العيد، وفي ظل جائحة كورونا، كان الناس جميعا، في مشارق الأرض ومغاربها، ينشدون السلام والأمن والاستقرار، وإذا بالذئب، ومن حوله من مستشارين ووزراء، كوزير الدفاع التركي، يرفعون حالة التصعيد في ليبيا، ويقررون إرسال المزيد من السلاح والمرتزقة السوريين، الذين باعوا أوطانهم بثمن بخس، لنشر الهلع والعنف ورفع حدة التوتر، وللسيطرة على خيرات ليبيا، والقضاء على أية فرصة للحوار بين الليبيين أنفسهم. هذه ليست المصيبة فحسب، المصيبة الكبرى أن المصفقين في الدوحة، من الإخوان الإرهابيين، يرسلون في العيد مباركتهم للذئب أردوغان، يشجعونه ويشكرونه على إجرامه في ليبيا وسوريا، وتحديه للأمة العربية جمعاء، وعلى انتصاراته الوهمية التي يدّعي تحقيقها، ويتلذذون في نشر صور الدماء وفي النهاية يسألون: أين الدليل أن الإخوان حركة إرهابية؟! المجتمع الدولي، الذي اختبر أردوغان كثيرا، خاصة في تلاعبه وخداعه وابتزازه بموضوع اللاجئين، يعلم أن هذا الذئب العجوز، صاحب الأنياب الهشة، والأظافر المسمومة والآذان الكبيرة التي تطرب للتصفيق والتشجيع، يرتكب جريمة كبرى بحق ليبيا، ولكنهم للأسف، يقصرون استنكارهم على المكالمات الهاتفية والتصريحات الديبلوماسية، سواء أكان ذلك تغاضيا عن الإرهاب التركي، أو بسبب مصالح بعض تلك الدول، للانقضاض على ليبيا، وسلبها السلام الذي تسعى إليه. حكومة الوفاق والإخوان ومليشيات التطرف من حولها وقطر من خلفها، هم ذات الرداء الأحمر، التي ما زالت تظن أنه يمكن الوثوق بالغرباء، وأن صوت الجدة الذي تغيّر، منذ كشر أردوغان عن أنيابه، لا يعني بأنه سيقضي عليها ويلتهمها ! فمتى سيُدرك هؤلاء، أن هذا المخادع، ليس المخلص الذي يظنون، بل هو مجرد مغتصب آخر، لا يقل إجراما عن الصهاينة المعتدين؟ روائية وباحثة سياسية