«نرى الأمل في قادم أيامنا، متحلين بالعزم والإيجابية؛ لنتجاوز كل بلاء». بضع كلمات قصيرة، لكنها عميقة في مضمونها ومعانيها وبلاغتها، غرد بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، مهنئاً الشعب السعودي، وهو يحتفل بعيد الفطر المبارك وفق الإجراءات الاحترازية التي حددتها الدولة طيلة أيام العيد الأربعة، وذلك للحيلولة دون انتشار فايروس كورونا الذي اجتاح العالم. فيما عبر ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عما يشعر به داخلياً في زمن الجائحة عندنا قال عبر الاتصال المرئي، في معايدته لقادة أفرع القوات المسلحة، وكبار مسؤولي وزارة الدفاع: «فقط الذي يؤلمني في هذا العيد هو - أنه يوم فرح وواجب علينا أن نفرح كمسلمين - ولم أستطع أن أكون بينكم هذا اليوم، لكن الظروف السيئة إن شاء الله تزول، ونحن مقبلون إن شاء الله على خير دائماً بهمة رجال المملكة سواء عسكريين أو مدنيين».. ليس هناك رأيان أن جائحة كورونا أظهرت حكمة تصرف القيادة السعودية، وحنكة تدبرها في التعامل مع الوباء خصوصاً عندما تحدثت عن الإنسان بتجرد سواء كان سعودياً أو مقيماً أو حتى مخالفاً لأنظمة العمل.. وحرصت الحكومة على الحقوق والواجبات لشعبها، والحرص على المقيمين عدلاً والمبادرة بعلاج المتخلفين التزاماً، في نموذج إنساني عالمي وتطبيق عملي لحقوق الإنسان، فالمملكة تشبثت بقيم الإنسان والإنسانية، بوقتٍ انكفأت فيه جمعيات حقوق الإنسان الدولية على نفسها، ولاذت دول العالم بالفرار في ظل تفشى وباء «كوفيد-19» بعد أن كانت تتشدق بحقوق الإنسان. والتزمت المملكة بأساليب الوقاية والقرارات الاحترازية التي أظهرت مستوى الحكمة والحنكة والتعامل مع مجريات الأحداث متمسكة بصحة الإنسان أولاً، وحققت أعلى المقاييس في حقوق الإنسان قولاً وفعلاً، وليس كما كان المجتمع الدولي يترنم به، إذ سقطت مقولات الغرب في غياهب الجب؛ بسبب هشاشة وزيف شعاراتها عن حقوق الإنسان كونها كانت تستخدمها لتحقيق مصالح سياسية، وأعطت المملكة درساً نفتخر به عالمياً بتطبيقها العملي لحقوق الإنسان من منظور إسلامي مبني على قيم الإنسانية. كما أظهرت هذا الجائحة قوة وتكامل منظومة العمل في الدولة صحياً وأمنياً وغذائياً وتعليمياً واقتصادياً، واتخذت القيادة سلسلة من القرارات الاقتصادية التي ساندت القطاع الحكومي والقطاع الخاص.. وظل جنود الأزمة ورجالها الأوفياء سواء جنودنا البواسل في القطاعات الأمنية وأبطال الكوادر الصحية يتصدورن المشهد بامتياز. إنها القيادة ذات الحكمة في اتخاذ القرار والتصرف والحنكة في التدبر في إدارة الأزمة وحسن الخطاب الإنساني الشفاف والصريح الذي جسد حجم الإخلاص للقيادة تجاه شعبها ومدى وفاء الشعب لقيادته وسعادته مع ما اتخذته الأجهزة المعنية من إجراءات احترازية ووقائية وعلاجية، هدفها الإنسان.