الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ليس وحده المتعجل ظهور لقاح يضع حداً للمقتلة البشرية الفظيعة الناجمة عن تفشي فايروس كورنا الجديد، المسبب لمرض كوفيد-19، الذي أدى حتى بعد ظهر أمس الى إصابة أكثر من 4.6 مليون نسمة، ووفاة أكثر من 308 آلاف شخص، في 213 دولة ومنطقة. جميع سكان العالم يتوقون لسماع خبر إيجابي لمغادرة محطات الأسى، والبكاء، والموت الراهنة. عكاظ ترصد في هذا التقرير آخر ما تم التوصل اليه في مساعي إيجاد لقاح، أو دواء لكوفيد-19. في سان دياغو بولاية كاليفورنيا الأمريكية، أعلنت شركة سورّينتو ثيرابيوتكس أنها عثرت على جسم مضاد يستطيع منع فايروس كورونا الجديد من اقتحام خلية الإنسان السليم. وقالت إن الجسم المضاد الذي سمته STI-1499 قادر على صد الفايروس بنسبة 100%. وأوضحت أنه واحد من أجسام مضادة عدة تعتزم إضافتها الى «كوكتيل» دوائي تقوم بتطويره، بالتعاون مع كلية جبل سيناء للطب في نيويورك. وذكرت الشركة في بيان أنها تستطيع إنتاج ما يصل الى 200 ألف جرعة من هذا الجسم المضاد شهرياً. وهو جدول زمني ينبئ بأن هذا الجسم المضاد قد يكون متاحاً قبل ظهور اللقاح الذي يتوقعه ترمب. وأعلنت أنها تقدمت بطلب الى هيئة الغذاء والدواء الأمريكية للحصول على إذن طارئ. لكنها لم تتلق رداً بعد. وسرعان ما قفز سعر سهم الشركة في السوق المالية الأمريكية بنسبة 220% على الأثر. وقال الرئيس التنفيذي للشركة الدكتور هنري جي لقناة فوكس نيوز: نريد أن نشدد على أن هناك علاجاً. هناك حل ناجع بنسبة 100%. إذا نجحنا في تحييد الأجسام المضادة داخل جسمك، فلن تكون هناك حاجة للتباعد الجسدي. يمكن إعادة فتح المجتمع دون مخاوف. وقال جي إن الجسم المضاد المكتشف كأنما يلف الفايروس بيديه، ويقوم بإزاحته من الجسم، قبل أن يتسلل الى الخلايا. وحين يعجز الفايروس عن غزو الخلية فإنه لن تبقى فيه حياة. ويقوم الجسم بالتخلص من الفايروس الميت. ويعتقد أن الشركة الأمريكية جمعت على مدى 10 سنوات مليارات الأجسام المضادة، وعكفت على درسها بدقة. وتعني إشارتها الى «كوكتيل» دوائي من الأجسام المضادة أنها تتحوط من احتمال فشل الجسم المضاد المذكور، فتقوم أجسام مضادة أخرى بالإسناد والدعم لمحاربة الفايروس. لكن الشركة لم تحدد موعداً لبدء تجاربها السريرية. وفي أمريكا أيضاً أخبار أخرى مبشرة. فقد أعلن عالم المناعة في سان فرانسيسكو الدكتور شون تاكر أنه يقوم بتجارب متقدمة على عدد من اللقاحات المرشحة، وقد يكون قادراً على إنتاج بدء إنتاجها بحلول نهاية 2020. وقال إنه سيبدأ التجارب السريرية في يوليو القادم. والجديد في مساعي الدكتور تاكر أن لقاحه الموعود سيتم إعطاؤه للإنسان في هيئة قرص (حبة)، وليس عن طريق الحقن. وأبلغ تاكر صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أمس الأول بأنه يأمل بإنتاج ملايين الجرعات من اللقاح الجديد بنهاية العام، مستفيداً من التمويل الضخم الذي وفرته الحكومة الأمريكية. ويقوم لقاح الدكتور تاكر على عينات من فايروس غدّاني نافق (أدينوفايروس)، الذي يسبب نزلة البرد العادية. وأضيف اليه عدد من مورثات فايروس كوفيد-19. وذكر أنه يفضل صيغة الأقراص على الحقن، لأن نظام المناعة لن يهاجم القرص، مثلما يفعل مع حقنة اللقاح التي تترك جرحاً في الجسم. وكان مدير المعهد القومي الأمريكي للحساسية والأمراض المُعدية الدكتور أنطوني فوتشي أثنى أخيراً على تاكر، بعد توصله الى صنع قرص يستخدم لقاحاً من الإنفلونزا العادية. وفي بريطانيا، تزايدت الآمال بنجاح لقاح تقوم باتكاره جامعة أكسفورد، بعدما أنه أثبت نجاحاً بعد تجربته على 6 قرود، دون أن يترك آثاراً جانبية. وقال علماء أكسفورد إن نتائج التجربة مشجعة جداً، لكنهم لا يستطيعون أن يضمنوا النتيجة نفسها في التجارب البشرية. وأضافوا أن التجربة على القرود أظهرت أن اللقاح أسفر عن تخفيض قوة الفايروس في الجزء السفلي من النظام التنفسي بدرجة كبيرة.