لم يعد هناك خيار أمام شعوب العالم إلا انتظار انجلاء الوباء؛ في ظل انحسار التوقعات بالفترة التي سيأخذها الفايروس رغم مرور عدة أشهر عليها، حيث تضاربت المعلومات. فيما قال خبراء الطوارئ في منظمة الصحة العالمية، إن أمام العالم طريقا طويلا، ويتعين قطعه للسيطرة على جائحة الفايروس، على الرغم من الخطوات المبدئية في كثير من البلدان لبدء استئناف الحياة الطبيعية، وأوضح خبراء الفايروسات أن الفترة التي سيتقلص فيها الوباء لدرجات متناهية 18 شهرًا لكي تعود الأوضاع الى طبيعتها بشكل طبيعي؛ بيد أن بعض الأطباء قالوا إن نهاية عام 2020 سيكون انحسار الوباء. من جهته، قال الدكتور مايك رايان، رئيس برنامج الطوارئ في منظمة الصحة العالمية، إن مخاطرالإصابة ب COVID-19، التي يسببها الفايروس التاجي الجديد لا تزال مرتفعة على «المستويات الوطنية والإقليمية والعالمية». وقال، إن المطلوب اتخاذ إجراءات حازمة جماعية لخفض عوامل المخاطر بحيث يكون تخفيف الإجراءات مدروسا جدًا لكي لا تكون النتائج عكسية. من جهته، يرى الدكتور جهانكير ليان استشاري الأمراض المعدية في تصريحات ل«عكاظ»، المطلوب إعداد إستراتيجية خروج من الأزمة كون الإستراتيجية الحالية القائمة على عزل أجزاء كبيرة من المجتمع ليست مستدامة على المدى الطويل، فالضرر الاجتماعي والاقتصادي سيكون كارثيا. وتابع قائلا: إن إستراتيجية خروج أي طريقة لرفع القيود والعودة بالحياة إلى وضعها الطبيعي تتطلب قراءة طبية عالية الدقة في طبيعة الوضع الحالي وقراءة ماذا يعني ارتفاع الإصابات بالفايروس. ويرى الدكتور عبدالعزيز المطيري المستشار الإستراتيجي والمحلل المجتمعي في تصريحات ل«عكاظ»، أنه من الضروري إخضاع التجربة السعودية في التعامل مع الجائحة مع الدول الأوروبية كونها تجربة رائدة نجحت فيها المملكة في رصد الوباء من خلال المسح النشط ومحاصرة الوباء في منطقة الوباء وسرعة اتخاذ القرار ولو كان موجعا كون الهدف هو صحة الإنسان. واتفق المطيري إلى ما ذهب إليه الخبراء إلى أن السؤال الكبير هو متى تنتهي الجائحة وهل ستطول؟ وقال: إن هذا السؤال جاوبت عليه مدينة ووهان الصينية فقط جزئيا ولا نعلم المسارات التي ستمضي فيها حتى في ووهان نفسها في ظل تضارب المعلومات. وأشارت إلى أن هناك سؤالين ملحين سيصر الناس مع مرور الوقت على معرفة الإجابة عنهما، وهما: متى سينتهي الوباء؟ ومتى ستتسنى لهم العودة إلى حياتهم الطبيعية؟ ولم يستبعد أن القضاء على وباء كورونا لن يتسنى قبل مرور 18 شهرا أخرى، وأرجع ذلك إلى أن الحل الوحيد للأزمة الراهنة يكمن في تطوير لقاح ضد الفايروس القاتل، مما يتطلب بعض الوقت. ويقول أستاذ علم الأوبئة والأمراض المعدية في جامعة «إدنبرة» مارك وولهاوس، «لدينا مشكلة كبيرة في ما يتعلق بإستراتيجية التخلص من المرض وكيفية تحقيق ذلك، ولا توجد دولة لديها إستراتيجية خروج، إنه تحد علمي واجتماعي كبير». الخبراء يعجزون عن الإجابة.. الجائحة تطول أو لا تطول.. ننتظر لنرى.