تعتبر مدينة ليدز واحدة من المدن الإنجليزية التي يشكل فيها المسلمون نسبة عالية من السكان وتحتضن مجموعات كبيرة من المبتعثين السعوديين. إلا أن الأجواء الرمضانية التي تتميز بها السعودية عن غيرها من البلدان يفتقدها الكثير من المبتعثين في هذه المدينة. يقول المبتعث أحمد المطيري: إن الأجواء الرمضانية في ليدز تكاد تكون معدومة، نهار طويل وليل قصير ودراسة واختبارات فلا مجال للاستمتاع بروحانية رمضان من قراءة القرآن والاجتماع على موائد الإفطار العائلية مع الوالدين والإخوان، المشاعر هي مزيج بين الفرحة بقدوم هذا الشهر الفضيل وبين الحزن فالابتعاد عن الوالدين وفقدان الأجواء الروحانية في بلاد الحرمين. ويضيف المطيري النهار يذهب أغلبه بين حصتي من النوم والذهاب إلى المعهد والمذاكرة والتحضير للاختبارات والليل ما أن نبدأ بالإفطار إلا وقد حان وقت التراويح وما أن نرجع من صلاة التراويح إلا وقد ضاق بنا الوقت للجلوس مع العائلة وتناول طعام السحور. ويعلق المبتعث عبدالله التركي فيقول في الحقيقة، تجربة صيام شهر رمضان في ليدز لها طابع خاص وهي تجربة مميزة، النهار طويل ويصل إلى 19 ساعة وبفضل الله لا تعب في الصيام، الصعوبات التي قد تواجه البعض هي عدم قدرتهم على التكييف وتغيير الروتين لا سيما المتعلق بأجواء الدراسة لكل شخص. فالبعض اعتاد على شرب القهوة، الجلوس في الأماكن العامة خلال وقت الدراسة وغير ذلك مما لا يمكن ممارسته خلال وقت الصيام وأيضاً خلال وقت الإفطار لضيق الوقت. وعن قضاء اليوم يقول التركي بشكل عام، أقضي النهار في البيت بين الأسرة والدراسة وقليلاً ما أخرج إلا إذا تعلق الأمر بالتسوق للمنزل وغير هذا من الاحتياجات الضرورية. وأما في المساء وبعد الإفطار مع الأسرة، فإني استغل الفرصة لصلاة العشاء والتراويح بالمسجد المجاور لسكني، زيارة الأصدقاء بعد ذلك والعودة للمنزل لتناول وجبة السحور مع الأسرة. أما المبتعث سلطان الغامدي فيقول: أحاول قضاء وقتي بالموازنة بين فعل الطاعات والعبادات مع الالتزام بالجدول الدراسي المحدد لي بالإضافة للقيام بالواجبات الأسرية ورغم ان وقت النهار طويل في رمضان ولكن مع التنظيم المميز والفعال يمر الوقت بسهولة وانسياب. تكريم الطبيب السعودي