انهيار أسعار النفط أول أمس رغم أن له أسبابا عابرة، إلا أنه أعطى لمحة عما يمكن أن يساويه النفط عندما تنتفي الحاجة إليه ! نتذكر عندما أطلق ولي العهد الأمير محمد بن سلمان برامج التحول المالي ورؤية 2030، كان مما قاله إننا بحاجة لاقتصاد يقف على مصادر دخل متنوعة وبديلة للنفط لأنه سيأتي يوم إما أن ينضب فيه أو يفقد قيمته كمصدر للطاقة لظهور بدائل له ! وهذه حقيقة فالتاريخ شهد على عصور ازدهرت فيها مصادر ثروات وطاقة ثم نضبت أو زهدت قيمتها مع ظهور بدائلها، والخليجيون بالذات يتذكرون كيف كانت تجارة اللؤلؤ محورية في حياة المجتمعات الخليجية الساحلية، ثم تراجعت مع ظهور تقنيات استزراع اللؤلؤ في اليابان، ثم ظهور النفط في الخليج كمصدر للثروة ! نعم سحابة انخفاض أسعار النفط خلال هذه الفترة عابرة وأسبابها مرتبطة بأزمة فايروس كورونا المستجد «كوفيد-19» وتوقف حركة الطيران والسيارات والمصانع وتباطؤ الحياة بشكل عام على كوكب الأرض، وستعود إلى الارتفاع بعودة الحياة إلى طبيعتها، لكن ما حصل أول أمس ينبهنا من جديد إلى ضرورة التحرر من النفط كمصدر وحيد لقوة الاقتصاد السعودي، وأهمية تسخير ما نملكه اليوم لبذر ما نحصده في الغد ! K_Alsuliman@ [email protected]