في أتون المعركة ضد فايروس كورونا الجديد، تشتد الحرب على «الأخبار الكاذبة» التي يحذر المختصون من أنها قادرة على إلحاق ضرر كبير بالملحمة التي تخوضها الإنسانية ضد الفايروس الشرير. وآخر مستجدات هذه الحرب الثانوية قرار موقع يوتيوب أمس الأول منع عرض الأفلام والمقاطع التي تزعم أن فايروس كورونا ناجم عن شبكات الجيل الخامس (5G). وكانت هذه المعلومات الكاذبة إحدى أبرز نظريات المؤامرة التي واكبت تفشي الفايروس. وعلى رغم عدم وجود أي دلائل علمية تثبت صحة تلك المزاعم، إلا أنها حققت انتشاراً واسعاً خلال الأسبوعين الماضيين، بل وجدت من يساندها من كبار المشاهير. ومع أن موقع يوتيوب يغص بالفيديوهات التي تتحدث عن نظريات مؤامرة تتعلق بتفشي الفايروس، إلا أنه قرر منع عرض كل ما يتعلق بالادعاءات بشأن شبكات الجيل الخامس. وكانت السلطات الأمنية في إنجلترا ألقت القبض أخيراً على عدد من الأشخاص الذين قاموا بمهاجمة مواقع بناء أبراج شبكة الجيل الخامس، بعدما زعم منظّر المؤامرة الأبرز ديفيد آيك، في فيديو على موقع يوتيوب الأسبوع الماضي، أن السماح بإكمال تشييد تلك الأبراج سيعني فناء الحياة البشرية! وحقق ذلك الفيديو 65 ألف مشاهدة، ودعا كثير منهم في تعليقاتهم إلى الإسراع بمهاجمة تلك الأبراج. وقال متحدث باسم يوتيوب لهيئة الإذاعة البريطانية أمس إن سياسة الموقع تمنع عرض أي فيديو يروج لطرق غير مثبتة طبياً لمنع الإصابة بفايروس كورونا، بدلاً من السعي إلى الحصول على علاج طبي. وأضاف أن أي محتوى يرفض وجود أو تفشي فايروس كوفيد-19 بحسب وصف منظمة الصحة العالمية والسلطات الصحية المحلية يعد انتهاكاً لسياسات يوتيوب. وأضرم أنصار نظرية المؤامرة المذكورة النار في أبراج شبكة الجيل الخامس في كل من بلفاست، وليفربول، وبيرمنغهام. وأعلنت الحكومة البريطانية الأسبوع الماضي أنها أنشأت عدداً من الوحدات المتخصصة لمكافحة حملات التضليل عبر وسائط التواصل الاجتماعي بشأن فايروس كورونا الجديد. وقالت وزارة التكنولوجيا الرقمية والثقافة والإعلام والرياضة البريطانية إن المروجين لنظريات المؤامرة ستطبق عليهم أقسى الأحكام القانونية. ويذكر أن الهيئة الدولية للحماية من الإشعاع غير الأيوني أعلنت أخيراً أن شبكات الجيل الخامس لا تنتج عنها أي مخاطر.