أعرف وزير الصحة توفيق الربيعة رجلا حصيفا لا يلقي الكلام على عواهنه، وعندما نشر له تصريح يحذر فيه من أن إصابات كورونا المستجد قد تصل من 10 آلاف إلى 200 ألف إصابة، رأيت في تصريحه قرعا لناقوس خطر لم يعد يحتمل مراعاة عدم ترويع المجتمع وإثارة هلعه ! لا شك أن تصريح الوزير شكل صدمة للمجتمع وفي بعض الأزمات تستخدم مثل هذه الرسائل الصادمة لتحقيق الاستجابة التوعوية المطلوبة، ولا شك أيضا أنه كان رسالة ذات أهداف موجهة لمن قد يتسببون في تحول الأزمة إلى كارثة تتجاوز قدرات تعامل النظام الصحي معها ! لكن لا بد من الإشارة إلى أن نسبة عالية من المجتمع أظهرت وعيا يستحق التقدير بخطورة الوباء والتزمت التعليمات الاحترازية، وإذا كانت هناك شريحة من المجتمع خالفت ذلك فإن ذلك محصور بالمخالفين وربما تثبت الحاجة لتقييم فاعلية سبل وإجراءات الحد من مخالفاتهم ! الأزمة لا تضغط على النظام الصحي والجهاز الحكومي وحسب، بل وتلقي بكاهلها الثقيل على المجتمع الذي وجد الكثير من أفراده أنفسهم يفقدون أعمالهم أو تتقلص مدخولاتهم أو يحبسون خلف جدران حجرات ضيقة جليسهم الملل من الحاضر والقلق من المستقبل، مما يسبب أثرا نفسيا متراكما لا يمكن تجاهله، وهذه مسألة آمل أن تجد لها اهتماما في الخطاب الإعلامي والترفيه التلفزيوني والإذاعي الذي لجأت له شركات الترفيه التلفزيوني في بعض الدول بفك تشفير وزيادة جرعات البرامج الكوميدية ! ما زلت رغم كلمة الوزير المحبطة متسلحا بالأمل، ومتفائلا بالجهود الاحترازية المبذولة والوعي المجتمعي المتزايد ! K_Alsuliman@ [email protected]