الحقيقة التي لا مرأى عنها والتي من خلالها برهنت المملكة بقيادة الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان والمخلصين الذين هم في الصف الأول، أعني بذلك رجال وزارة الصحة ووزارة الداخلية.. برهنت على أن تلك القفزات النوعية المقننة والتي لفتت أنظار العالم بأسره.. إنما هي ليست (ضربة حظ) أو عشوائية، وإنما هي وليدة سياسة حكيمة ومدروسة وممنهجة.. وضعت في الاعتبار مصلحة الوطن ومواطنيه.. وأنه لولا الخطوات الاستباقية التي اتخذتها المملكة من إيقاف العمرة والزيارة والدراسة وإيقاف حركة الدخول والخروج.. لواجهنا ما تواجهه الدول الكبرى حاليا من تفشي الوباء فى قطاع كبير من المواطنين والمقيمين والزائرين.. ومع أن كورونا جاء وكشف بل وبرهن على أن معظم الدول المتقدمة التي تتسنم القيادة وتتصدى لمواجهة كل من يخالفها.. برهن كورونا على هشاشة هذه الدول وضعف إمكاناتها خاصة في البنى التحتية.. وواجهت مشاكل فعلية حادة.. إذ كشفت ضعف الإمكانات الطبية وأنها من خلال سياستها التي تبحث من خلالها الكسب مجرد الكسب.. ولم تضع في اعتبارها ولا في صميم سياستها أنها ستواجه يوما ما إشكالية بهذا المستوى.. من عدو صغير ضعيف لا يستخدم بندقية ولا رشاشا ولا صواريخ ولا طائرات، وأن كل تلك الترسانات التي أنفقت عليها هذه الدول ملايين الملايين لم تكن تملك القدرة على الوقوف في وجه أضعف خلق الله.. أعني بذلك الكورونا الذي عاث في الأرض فسادا أو تقتيلا.. ووقف أمامه ومعه هذه الدول عاجزة.. فكانت الكثافة اليومية من خلال البيانات التي تعلنها هذه الدول ومنظمة الصحة العالمية وارتفاع نسبة الإصابات والوفيات بشكل مذهل ومخيف يبعث الهلع.. فسبحان الله «يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ». لقد ألزم هذا الفايروس العالم منازلهم، ولجأت هذه الدول العظمى إلى ملاحقة من يكسرون الأنظمة.. وسبحان الله لم يعد في مقدور تلك الدول التي كانت تجاهر بالقوة وتمارس فرد عضلات التحدي.. ما كانت تتصور أن يأتي مثل هذا اليوم الذي جعلها تقف عاجزة على التصدي له.. وباتت تدفع الملايين من أجل صناعة القناعات والقفازات والمطهرات التي علها تمنع تفشي هذا الفايروس من خلال التنفس والملامسة.. والمؤلم الذي يجعل الإنسان يتبرأ من أولئك الذين وجدوها فرصة ليتاجروا بها من خلال هذا الداء.. وأحجموا عن الاجتهاد فى مواجهته بالعلاج.. وكم هو الإنسان ضعيفا أمام أطماع هؤلاء من الساسة ومن تجار الأدوية.. لقد بلغ السيل الزبى ولم يعد من بارقة أمل تبشر بفترة قصيرة ينتهي معها شر هذا الوباء الذي اجتاح العالم بأسره.. وأعلنت كثير من الدول الكبرى عجزها عن إيجاد لقاح أو دواء يحد من خطورة هذا الداء.. الذي وبكل أسف أخذ يحصد الآلاف من الأرواح.. حتى الآن لم تجد معه سياسة هذه الدول في التصدي له.. فايروس كورونا كشف عن غياب المشاركة الإنسانية لدى القادة الكبار، فضلا عن هشاشة نظام الدفاع البشري لدى الدول، حيث تتوجه دفاعات الدول إلى الأبنية العسكرية والسلاح، بينما يتجاهلون أخطارا أهم تهدد البشر جميعا. ولو لا أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا بأمور ستقع قبل نهاية الدنيا لظننت أن هلاك الأرض بهذا الفايروس.. وحسبي الله ونعم الوكيل. * كاتب سعودي [email protected]