سبحان الله كيف انتشر هذا الوباء كالنار فى الهشيم.. ومع أن الصين -على حد زعمهم- قد انتصرت عليه.. وهي الحاضنة الأولى لهذا الوباء وميلاده فى مدينة أوهان ومنها إلى دول العالم شرقها وغربها شمالها وجنوبها.. فإن دول العالم وكبرياتها قد فشلت فشلا ذريعا في أن تدرأ خطر هذه الجائحة.. وأخذت الأرقام تمارس القفز وبسرعة هائلة وخاصة في أوروبا.. ولم تجد تصريحات منظمة الصحة العالمية.. ولا العناوين الكبيرة في بعث الطمأنينة واليقين وتخفيف مستوى الهلع والقلق والخوف الذريع عند ربات البيوت بل وعند الغالبية من الناس.. وأخذت كورونا العناوين الرئيسية في وسائل الإعلام وفي وسائل التواصل تحتل المكانة البارزة الأولى والمساحة الأكبر.. إذ لم يعد الاقتصاد أو معطيات الخير تحتل الصدارة.. وإنما اكتفت بهامش قليل ومحدود مقارنة بما يبث عن هذا الوباء.. وسبحان الله كيف أن هذا الداء انتشر بسرعة.. ولم تجدِ معه جهود المكافحة والوقوف في وجهه.. وخاصة في إيران التي رغم مغالطاتها تضليلا وتقية وإخفاء للحقائق.. وما ترتب عليه من إدخال هذا الوباء إلى دول منطقة الخليج.. من خلال الأشخاص الذين زاروا إيران وعادوا إلى أوطانهم مصابين بفايروس كورونا.. كذلك الحال في إيطاليا وفرنسا وإسبانيا وبريطانيا التي كانت مسرحا لهذا الوباء وضربها في مكمن.. وما من تفسير لهذه الظاهرة الخطيرة إلا أنه الإهمال والاستهانة والإرجاء والتسويف حتى بلغ السيل الزبى. الإيقاف القسري:أحسنت المملكة العربية السعودية صنعا عندما عمدت إلى الحيلولة دون التجمعات.. التي هي ساحات ينتقل فيها هذا الوباء لأكبر عدد ويجد ضالته.. فكانت قرارات الدولة بإيقاف الدراسة لأولادنا وهم يمثلون نسبة كبيرة لا يستهان بها في التعداد السكاني للوطن.. كذلك إيقاف معظم الرحلات من وإلى معظم دول العالم للسيطرة على الداخل وعدم استقبال من يحملون هذا الوباء بالخارج من الدخول إلى الوطن.. وإيقاف العمرة والزيارة من الخارج والداخل مؤقتا.. وإغلاق المراكز التجارية.. وإيقاف كل الأنشطة الجماهيرية.. ترتب على ذلك بدون شك خسائر كبيرة.. ولكنها بمقاييس الحفاظ على أرواح الناس والصحة العامة للمجتمع لا تعني الشيء الكثير.. وبجهود القائمين على الدولة تتلاشى هذه الخسائر بإذن الله.. وما قمنا به قام به العديد من دول العالم.. وترتبت عليه أيضا خسائر فادحة أثرت على الاقتصاد الدولي.. في إشارة إلى أن هذا الفايروس قد ضرب المصلحة العامة لكل الدول في مكمن.. وبالذات اقتصاديات العالم التي لم تقو على الصمود في وجه كورونا.. فكانت الانهيارات في أرقام الأرصدة فى معظم بورصات العالم.. ونشر مؤتمر الأممالمتحدة للتجارة والتنمية.. أن انكماشا بنسبة 2% في إنتاج الصين له آثار مضاعفة تظهر على مجمل انسياب الاقتصاد العالمي.. وهو ما «تسبب حتى الآن في انخفاض يقدر بنحو 50 مليار دولار أمريكي» في التجارة بين الدول.. ويورد التقرير أن القطاعات الأكثر تضررا من هذا الانخفاض تشمل صناعة الأدوات الدقيقة والآلات ومعدات السيارات وأجهزة الاتصالات. وقالت رئيسة قسم التجارة الدولية، إن من بين الاقتصادات الأكثر تضررا مناطق مثل الاتحاد الأوروبي (15.5 مليار دولار) والولايات المتحدة (5.8 مليار دولار) واليابان (5.2 مليار دولار). الأمر الذي بسط مساحة عريضة من التأثير على الناس فى العالم وخاصة فى مجال الاقتصاد.. هذا يذكرني بالنكتة التي كان مجتمعنا يتندر بها.. أعني تلك البرقية التي بعث بها أحد الأشخاص الذي كان مسافرا بعيدا عن وطنه.. كانت البرقية تقول رحنا في داهية والتفاصيل في البريد.. فالأرقام المعلنة أولية والتفاصيل ستكون في البريد.. وحسبي الله ونعم الوكيل. * كاتب سعودي [email protected]