حذرت صحيفة «الغارديان» البريطانية، من الوتيرة المتسارعة لتفشي فايروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في قطر. واتهمت الصحيفة في تقرير لها اليوم (الجمعة)، «نظام الحمدين» بالتساهل في معالجة وضع عمالة كأس العالم، الذين يتكدسون في الحافلات، ومواقع العمل من غير أي إجراءات للسلامة من الفايروس، ما يؤدي لارتفاع سريع في عدد المصابين. واتهم التقرير الدوحة بسوء معاملة العمال ووضعهم في بيئة غير لائقة تساعد في انتشار الوباء. وكشفت الصحيفة أنه رغم وجود أمر حكومي يحظر «جميع أشكال التجمعات» لايزال العمال الذين يبنون الملاعب والبنية التحتية لكأس العالم 2022 يرسلون للعمل في مواقع البناء المزدحمة. وأثارت التنبيهات على مواقع التواصل الاجتماعي الحكومية التي تحث الناس على تجنب الأماكن العامة والتجمعات رداً غاضباً، حيث كتب أحد المستخدمين: «كيف سيحافظ عمال البناء على التباعد الاجتماعي؟.. لا أحد يهتم بسلامتنا.. هل تعتقد أننا لا نريد أن نعيش؟ هل تعتقد أننا لا نريد أن نرى عائلاتنا؟». وبحسب التقرير، يمكن رؤية الحافلات المكتظة بالعمال وهي تتجه إلى العمل، في حين قال العمال ل«الغارديان» إنهم مستمرون في تحمل نوبات عمل طويلة مع إجراء فحوصات صحية محدودة فقط، وأكدوا أنه ليس لديهم خيار سوى الخروج والعمل، مجبرين من قبل أصحاب عملهم والحاجة الملحة لكسب المال لإرسالها لأسرهم. ونقلت الصحيفة عن عامل بناء كيني يعمل في نوبات لمدة 14 ساعة، قوله: «أنا قلق كثيراً بشأن الإصابة بالفايروس، لكنني بحاجة إلى المال»، ويقول إنه يرتدي قفازات وقناعاً في العمل لكنه لا يكفي. وكتب آخر أنه كان في الموقع لمدة 9 ساعات في اليوم، مضيفا: «نحن لسنا روبوتات، نحن لسنا محصنين ضد الفايروس». ونقلت الصحيفة عن جيمس لينش، مدير في إحدى شركات الأبحاث والمشاريع وخبير في العمال المهاجرين في قطر، قوله: «من الصعب على الموظفين في أي سياق رفض الذهاب إلى العمل، ولكن في أنظمة مثل قطر، حيث يتمتع أصحاب العمل بمستويات قصوى من السيطرة على العمال، سيكون ذلك محفوفاً بالمخاطر بشكل خاص». وكانت وزارة الصحة القطرية أعلنت، مساء أمس (الخميس)، ارتفاع عدد المصابين ب«كورونا» إلى 549 حالة.