حذّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس غيبريسوس من أن وباء كورونا الجديد، الذي يسببه فايروس «كوفيد-19»، «يتسارع» بشكل واضح. وتجاوز عدد الوفيات 16500 وفاة، فيما تأكّدت أكثر من 378 ألف إصابة في 174 بلداً ومنطقة. وذكر تيدروس أن الفايروس استغرق 67 يوماً منذ تفشيه في الصين في ديسمبر 2019 لإصابة 100 ألف شخص حول العالم. وفي المقابل، استغرقت إصابة 100 ألف شخص آخرين 11 يوماً. في حين أصيبت الدفعة الثالثة من 100 ألف شخص خلال أربعة أيام فقط، بحسب تيدروس. وعلى رغم المخاوف من أن أوروبا أضحت بؤرة لانتشار الفايروس، خصوصاً في إيطاليا وإسبانيا، إلا أن الأنظار بدأت تتجه نحو الولاياتالمتحدة التي تخطت (الثلاثاء) حاجز ال 100 وفاة في يوم واحد. وبالطبع فإن المخاوف لا تقتصر على الجانب الصحي والوفيات، بل أضحت تتعلق بشكل متزايد بالاقتصادات الكبرى، والاقتصاد العالمي. فقد ذكر مؤشر في بروكسل أمس أن منطقة اقتصاد اليورو (تضم 19 دولة أوروبية) شهدت هذا الشهر «انهياراً غير مسبوق، يفوق كثيراً الانهيار الذي شهدته ذروة الأزمة المالية العالمية» في 2008. وذكرت صحف واشنطن أمس أن سكان المدن الأمريكية بدأوا يهربون إلى الصحراء والجبال، أملاً في النجاة. وحذرت من أن نسبة البطالة في أمريكا قد ترتفع إلى 30%. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى وقف لإطلاق النار في جميع أنحاء العالم. وقال: «إن شدّة الفايروس تكشف حماقة الحرب». وأعلنت الصين (الثلاثاء) أنها سترفع إجراءات الإغلاق التام عن أكثر من 50 مليون نسمة في مقاطعة هوباي (وسط الصين) حيث ظهر الفايروس. إلا أن مخاوف نشأت من موجة جديدة من الإصابات يحملها وافدون من الخارج. وبعد شهرين من العيش في ظل قيود صارمة على التنقل والحياة اليومية، سمح للمواطنين الأصحاء بمغادرة المقاطعة اعتبارا من منتصف ليل الثلاثاء، فيما ترفع مدينة ووهان التي تفشى منها الفايروس، القيود على التنقل اعتبارا من 8 أبريل. وفيما نفذت بريطانيا ليل الإثنين إغلاقاً تاماً للبلاد، بقيت السلطات الصحية الإيطالية أمس حذرة في ما يتعلق بتراجع عدد الإصابات الجديدة الذي أعلن الإثنين، داعية السكان إلى الالتزام أكثر من أي وقت مضى بإجراءات العزل. وقال رئيس المؤسسة العليا للصحة سيلفيو بروسافيرو: «لا يجب أن نغرق في الأوهام انطلاقاً من هذا التراجع». وباتت الغالبية العظمى من الإيطاليين مقتنعة بوجوب استمرار إجراءات العزل. وأفاد استطلاع للرأي نشرته صحيفة «لا ريبوبليكا» بأن 94% من الإيطاليين يعتبرون أن الإجراءات التي اعتمدتها الحكومة «إيجابية»، أو «إيجابية جدا». ورجّح صندوق النقد الدولي (الثلاثاء) أن تشهد منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا «تراجعاً كبيراً» في النمو هذا العام نتيجة تداعيات الوباء، وأسعار النفط المنخفضة. وحضّ الصندوق في تقرير حكومات المنطقة على مواصلة تقديم حزم الدعم المالي والاقتصادي لمنع الأزمة من التطور إلى ركود طويل الأمد، ما سيؤدي إلى ارتفاع معدلات البطالة. وقال المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى بالصندوق جهاد أزعور إنّ 12 دولة من المنطقة تواصلت بالفعل مع صندوق النقد للحصول على دعم مالي. وأشار إلى أن إجراءات الحد من الفايروس تضر بالقطاعات الرئيسية الغنية بالوظائف، كالسياحة، والضيافة، والتجزئة، ما قد يؤدي إلى زيادة البطالة، وتخفيض الأجور.