هل يكون الباحث الفرنسي ديديه راولت الذي أعلن اكتشاف علاج فايروس «كورونا».. بائعا للوهم أم منقذا للبشرية؟. فقد أعلن ديديه، وهو مدير المعهد المتوسطي للعدوى في مستشفى مرسيليا الجامعي (Bouches-du-Rhône)، والمتخصص في الأمراض المعدية المدارية الناشئة، اكتشاف الدواء النافع ضد الفايروس الذي ينتشر بسرعة البرق في العالم وهو «الكلوروكين»، الذي يعالج «الملاريا»، مؤكدا أن له آثارا كبيرة على وباء كورونا. هذا الإعلان أثار الكثير من الانتقادات من زملاء ديديه الفرنسيين والأوروبيين، واعتبروه بائعا للوهم أمام خطورة الفايروس، إلا أن الوضع تغير مع إعلان بعض الدول اختبار الدواء والنتائج الإيجابية التي حققتها. مطالبات باختبار الدوار الجديد لكن اللافت أنه بعد هذا الإعلان، تسارعت بعض اللجان العلمية المستقلة إلى اختبار العلاج، إلا أن الصحة الفرنسية تعاملت معه بتحفظ في البداية، لكنها عدلت عن قرارها وأعطت الموافقة (الأحد) على بدء اختبار علاج «كلوروكين الفوسفات»، رغم تصريحات وزيرها بتوخي الحذر. ويعلق الأطباء آمالا كبيرة على دواء الكلوروكين لوقف جائحة الفايروس، لكن الكثير من الهيئات الصحية ومنها منظمة الصحة العالمية تتساءل عن جدية هذا العلاج. فمنذ أن أعلن راولت أنه حصل على نتائج «استثنائية» عن طريق علاج مرضى Covid-19، ارتفعت مطالب المنظمات الصحية باختبار هذا الدواء. وأعلنت 7 دول أوروبية منها فرنسا أعلنت (الأحد) بدء اختبارات سريرية لأربع لقاحات لعلاج الفايروس تشمل 3100 مصاب، منها (كلوروكين الفوسفات). 6 أيام.. وبعدها الشفاء الإعلان المفاجئ للبروفيسور الفرنسي الذي أعطى نتائج مبهرة بعد 6 أيام من الاستخدام، لم يؤخذ على محمل الجد من قبل الهيئات الرسمية والصحية في فرنسا، لكن أطباء من ألمانيا ولوكسمبورغ وكندا وبريطانيا وأمريكا، أكدوا أن هذا العلاج مجد لكورونا بعد اختباره على بعض الحالات، الأمر الذي غير الكثير من المعطيات داخل الاتحاد الأوروبي. ورغم الانتقادات التي واجهها ديديه من الكثير من زملائه الأطباء واللجان العلمية، خصوصا أنه لم ينشر أي بحث حول تفسير هذا العلاج وكيف يعمل العلاج ضد الفايروس، إلا أن الكثير من الشخصيات الطبية والسياسية كعمدة نيس كريستيان استروسي المصاب بالفايروس، طالب بالوثوق في ديديه، لكن وزير الصحة الفرنسي أراد أن يبقى الأمر حذرا من بعض المهاترات العلمية، وقال: «إن تاريخ الأمراض الفايروسية مليء بالأخبار الجيدة ولكنها كاذبة ووهمية، وفيها الكثير من الإحباطات، وأيضا فيها الكثير من المجازفة». من جهته، قال ديديه لوسائل إعلام فرنسية، إنه لا يهتم لما تقوم به الحكومة، معتبرا أن قرارها متأخر في إدراج الكلوروكين لعلاج كوفيد -19، مضيفا: «أعتقد أن هناك أناسا يعيشون على القمر ويقارنون التجارب العلاجية للإيدز بمرض معدٍ ناشئ. وتابع: أنا مثل أي طبيب، بمجرد أن ثبت أن العلاج فعال، أجد أنه من غير الأخلاقي عدم إدارجه في المنظومة العلاجية لهذا الفايروس. الأمر بسيط لا يحتاج إلى الكثير من التعقيد، ولا نترك الناس تموت لمجرد شكوك لا أساس لها من الصحة». بماذا رد على زملاء المهنة ؟ وردا على تحذيرات زملاء المهنة من اختبار الكلوروكين في غياب الدراسات، قال ديديه: «لقد أنتجت بيانات عن الأمراض المعدية أكثر من أي شخص في العالم. أنا طبيب، أرى مرضى، لدي 75 مريضاً في المستشفى، 600 استشارة يومياً. لذا فإن آراء بعضهم البعض لا أكترث لها. نحن نشتغل في فريق عمل مكون من علماء وأطباء، نحن أناس براغماتيون، ولسنا مروجين للشهرة». أما عن كيفية وصوله لأن يكون علاج «كورونا» هو دواء الملاريا الكلوروكين، قال: «لقد أجريت دراسة علمية على الكلوروكين والفايروسات قبل 13 عاما وقد تم نشرها. ومنذ ذلك الحين، أظهرت 4 دراسات أخرى أجراها علماء آخرون أن الفايروس حساس للكلوروكين. كل هذا ليس بجديد علينا نحن العلماء». وأبدى الطبيب الفرنسي تذمره من دائرة صانعي القرار، الذين ليسوا كما وصفهم، على علم حتى بتقدم العلم. وقال: «علمنا عن الفعالية المحتملة للكلوروكين في نماذج الثقافة الفايروسية. كنا نعلم أنه مضاد فعال للفايروسات. قررنا في تجاربنا إضافة علاج أزيثروميسين (مضاد حيوي ضد الالتهاب الرئوي البكتيري) لتجنب العدوى الثانوية البكتيرية. كانت النتائج مثيرة على المرضى الذين يعانون من Covid-19 عندما تمت إضافة أزيثروميسين إلى هيدروكسي كلوروكوين». الواضح أن الطبيب الفرنسي وجد العلاج مع فريق العمل بالمستشفى الذي يعمل به بجنوب فرنسا، ويقول إنه في ما يتعلق بأخلاقيات مهنة الطب، أعتقد أنه لا يحق لي كطبيب عدم استخدام العلاج الوحيد الذي أثبت نجاحه حتى الآن. أنا مقتنع أنه في النهاية سيستخدم الجميع هذا العلاج. إنها مجرد مسألة وقت قبل أن يقال إنه هذا هو الشيء الذي يجب القيام به. تفاصيل العلاج وحول مدة العلاج، أوضح ديديه، أنه يتم إعطاء هيدروكسي كلوروكوين المعروف عند العامة باسم |Plaquenil بجرعة 600 ملغ في اليوم لمدة 10 أيام. و«البلاكنيل»، وهي أقراص تتناول 3 مرات في اليوم، و250 ملغ أزيثروميسين مرتين في اليوم الأول ثم مرة واحدة في اليوم لمدة 5 أيام، وبعد هذا الالتزام بالعلاج لاحظنا اختفاء الفايروس من جسد المريض. وحول المخاطر والآثار الخطيرة المرتبطة بتناول الكلوروكين خاصة في الجرعات العالية، أفاد الطبيب الفرنسي بأن عكس ما يروج له فإن Nivaquine (اسم أحد الأدوية المصممة على أساس الكلوروكين) أقل تسمما من الدوليبران (Doliprane،) هو دواء من فصيلة البارسيتامول أو الأسبرين الذي يتناول بجرعات عالية. ويبقى السؤال: هل سينجح ديديه راولت في كبح انتشار كوفيد -19؟.