يأتي يوم الشعر العالمي هذا العام، الذي صادف اليوم (السبت) 21 مارس، في ظروف ربما خلت من الشاعرية، بفعل ما أحدثه فايروس كورونا من صخب وثرثرة، قضّا مضاجع العالم، ما دفع حكوماته لحظر الحفلات والمهرجانات والتحذير من التجمعات بل والمصافحة، للحيلولة دون تفشي عدواه، فاضطر محترفوه وهواته للصمت حجراً والاكتفاء بتداوله عبر مواقع التواصل، مرددين قول الشاعر السعودي فهد المساعد: «تعبت أسولف لك وأنا ما تكلمت.. أسكت أنا واترك عيوني تكلم // لا تفهم احساسي ولا تفهم الصمت.. مدري وش اسوي على شان تفهم». وبدأ الاحتفاء لأول مرة بيوم الشعر العالمي قبل نهاية القرن ال20، وحدد له تاريخ 15 أكتوبر من كل عام، باعتباره يصادف ميلاد الشاعر الملحمي الروماني بوبليوس ورغيليوس مارو أو فرجيل، الحائز على جائزة أوغستان للأدب، غير أن اللجنة المغربية للشعر طالبت منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) بتحديد يوم للاحتفاء بالشعر، لا يرتبط بميلاد أو وفاة أحد رواده، ما حدا بالمنظمة أن تطلق استطلاعا لناظميه، فتوافقوا على 21 مارس من كل عام للاحتفاء به، فاعتمدته المنظمة في مؤتمرها ال30 الذي انعقد في باريس عام 1999. ويعرّف معجم أكسفورد البريطاني الشعر بأنه: «العمل الأدبي الذي نعبر من خلاله عن مشاعرنا وأفكارنا بأساليب متعددة كوسيلة لنقل الأحاسيس والانطباعات المستندة على التجانس والإيقاع». وعلى الأمل، تنتظر الشعوب العربية 21 مارس من العام القادم للاحتفاء بناثري المشاعر في أبيات، مقفاة كانت أو حرة ومنثورة، مرسلة كانت أم عمودية ورباعية، ممن أثروا ببلاغة ألسنتهم، ورهافة أحاسيسهم، وجدان الإنسان من الخليج إلى المحيط.