في منتصف التسعينات من القرن الماضي، بدأ التطبيق الفعلي للتدريس عبر (الفصول الافتراضية).. وهذا مصطلح يشير إلى: بيئة تعلّم في فضاء افتراضي متاح طوال الوقت بتفاعل مستمر وتكلفة أقل.. دون الحاجة لمهارات تقنية عالية. كخيال علمي بدأت الفكرة منذ منتصف القرن الماضي. وفي التسعينات، بدأ التطبيق الفعلي لها في بعض مدارس أستراليا ونيوزيلندا وشمال أمريكا والمملكة المتحدة. كانت الفكرة من التطبيق هي تخفيض التكلفة. بالتالي، انتشر هذا النوع من التعليم في المناطق السكانية منخفضة الكثافة، حيث تكلفة التعليم التقليدي تكون عالية جدا مقارنة بعدد الطلبة. لكن بعد تطبيق التجربة، جاءت النتائج التعليمية أكثر إيجابية مما كان متوقعا لها. التجربة كان لها سحرها كوسيلة تعليمية تواكب العصر. لكن طريقة إيصال المعلومة ليست غاية في حد ذاتها. بالتالي، ذلك السحر بدأ يتلاشى مع بداية عام 2008، وعادت الحاجة إلى المهارات البشرية والخبرة التعليمية. إلا أن الفصول الافتراضية لم تفقد دورها، بل تحولت لتلعب دورا جديدا ملائما لها؛ وهو رفع مستوى جودة التعليم من ناحية، ومن ناحية أخرى تكون بديلا مهما في حالات الصعوبات التي تواجه اليوم الدراسي؛ مثل صعوبات أحوال الطقس: الثلوج والغبار والأمطار.. أو تأجيل الدراسة لأي سبب. أصبح اليوم الدراسي غير قابل للهدر، فتقديم الدروس يتم عبر الفصول الافتراضية.. -خلال السنوات العشر الأخيرة تم وضع معايير محددة تطبقها كل الجهات التي تستخدم الفصول الافتراضية لضمان مستوى الأداء العالي-. المدارس السعودية المتقدمة والمتطلعة، توجد لديها فصول افتراضية.. بالإضافة إلى أن الجامعات السعودية أيضا تتوفر لديها تقنية التعليم عبر الفصول الافتراضية.. وفي هذه الحالات، لو تم تعليق الدراسة بشكلها التقليدي لأي سبب، يستمر التعليم بشكله الافتراضي. الفصول الافتراضية غير المتزامنة أيضا توفر بيئة تعليمية جيدة من خلال المراسلات والبريد الإلكتروني والرسائل النصية ومنتديات الحوار.. فالمعلومات لم تعد -في ذاتها- الهدف من العملية التعليمية، ولكن القدرة على الخروج بنواتج التعلم المستهدفة هي الصورة النهائية المطلوبة من كل المشهد التعليمي. الفصول الافتراضية بكافة أشكالها تعتبر بديلا أنيقا جدا للفصول التقليدية.. وهي متوفرة على الحواسب الآلية والهواتف الذكية.. ويمكن اللجوء لها في حالات تعليق الدراسة لأي سبب كان.