توقع معهد «غيتستون» الأمريكي، فشل محاولة رئيس النظام التركي رجب أردوغان ابتزاز أوروبا بورقة اللاجئين، أو إثارة أزمة مهاجرين جديدة في جنوب أوروبا. وأكد التقرير الصادر أخيرا أن مساومة بهذ الملف هدفها إجبار الزعماء الأوروبيين على دعم الوضع التركي اليائس في سورية. ولفت إلى أنه بعد شن عدوان عسكري غير مدروس ضد نظام الأسد في شمال سورية، وجد أردوغان نفسه يواجه عواقب تصرفاته، إذ تشن قوات النظام مدعومة من روسيا وإيران حملة فعالة ضد الأتراك نتج عنها مقتل العشرات من القوات التركية. واتهم المعهد تركيا بالتسبب في موجة جديدة من اللاجئين الذين يفرون عبرد الحدود بنشر الآلاف من قواتها في إدلب. واعتبر أن أحد الأسباب الرئيسية التي تجعل أردوغان يجد نفسه يواجه هذا المأزق الصعب هو أنه قد استهان بشكل كبير بطبيعة علاقته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لافتا إلى أنه عندما قررت تركيا العام الماضي شراء نظام صاروخي مضاد للطائرات من طراز S-400 من روسيا، ظن أردوغان أنه سيبشر بعهد جديد من التعاون مع موسكو حتى لو كان يخاطر بتهديد علاقته مع الناتو الذي عارضت الصفقة. وأضاف: من المؤكد أن هناك توقعاً في أنقرة بأن يؤدي تحسين العلاقات مع موسكو إلى تعاون أفضل بين البلدين بشأن تسوية ما بعد الصراع في سورية، خصوصا في ما يتعلق برغبة تركيا في إنشاء منطقة آمنة في شمال سورية. وكما أظهر التصعيد الأخير في القتال، فإن الأولوية الرئيسية للروس هي دعم نظام الأسد في محاولاته لاستعادة السيطرة على آخر معقل في شمال سورية، وهكذا يجد الروس أنفسهم الآن في مواجهة مباشرة مع القوات التركية في إدلب، حيث يحاول الأتراك حماية عدد من المليشيات الموالية لهم. وأكد التقرير أن الأزمة الحالية التي تواجه تركيا من صنع أردوغان بالكامل، فإن ذلك لم يمنع من صرف الانتباه عن سوء معاملته للصراع من خلال السعي لإثارة أزمة المهاجرين الجديدة في أوروبا، لافتا إلى أن أردوغان استخدم هذا التكتيك بشكل كبير قبل خمس سنوات عندما فتح الحدود لأكثر من مليون لاجئ سوري إلى أوروبا. وفي ما يتعلق بموقف الناتو، أوضح التقرير أن الدول الأخرى الأعضاء ليست مهتمة بالتدخل في نزاع قد يؤدي إلى تورطهم في مواجهة عسكرية مباشرة مع موسكو، وهو ما عبر عنه اجتماع لسفراء الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع لمناقشة أزمة المهاجرين، معلنين غضبهم من سلوك أنقرة. واختتم التقرير التأكيد على أنه لا يمكن لأردوغان أن يتوقع أي دعم من ألمانيا، إذ استجابت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل لأزمة المهاجرين الأخيرة من خلال فتح أبوابها أمام ما يقدر بنحو مليون لاجئ، وهو ما قوض شعبيتها بشكل خطير.