أكد مراقبون سياسيون أن حلف شمال الأطلسي (الناتو) وجه صفعة قوية لرئيس النظام التركي رجب أردوغان، الذي تورط في المستنقع السوري، خصوصا في إدلب، وسط استمرار العمليات العسكرية التي أطلقها نظام الأسد في إدلب وحلب بدعم روسي، وتأكيد الناتو أنه لن يتدخل للرد على مقتل جنود أتراك في شمال غربي سورية. فقد أبلغ مصدر دبلوماسي في (الناتو)، يعمل في بعثة إحدى الدول الأعضاء في مقر الحلف في بروكسل، وكالة أنباء «تاس» الروسية، أمس (الإثنين)، أن الحلف لا ينوي تقديم الدعم العسكري لأنقرة حال قيامها بهجوم أو اجتياح شمالي سورية. وقال إن دول الناتو لن تدعم تفعيل البند ال5 بسبب مقتل عسكريين أتراك في إدلب مطلع فبراير، مشددا على أن الحلف لا ينظر في إمكانية تقديم مساعدة عسكرية لتركيا في حال القيام بعملية في هذه المنطقة. وأعلن المرصد السوري اليوم (الثلاثاء)، أن التعزيزات العسكرية التركية تتدفق إلى حلب وإدلب، لافتا إلى دخول رتل تركي جديد إلى الأراضي السورية عبر معبر كفرلوسين الحدودي، يتألف من نحو 70 آلية من دبابات وراجمات صواريخ ومدرعات. بالتوازي مع ذلك، تواصلت المشاورات السياسية بين تركيا وروسيا أمس، بشأن إدلب. وأعلنت الخارجية التركية أن أنقرة شددت على ضرورة خفض التوتر خلال محادثات مع نظراء روس في موسكو. وأخفقت أنقرةوموسكو في التوصل لاتفاق بعد اتصال بين أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، وبعد اجتماع عقده وزيرا خارجية البلدين مطلع الأسبوع ومحادثات استمرت يومين في أنقرة الأسبوع الماضي. في غضون ذلك، عبرت مفوضة الأممالمتحدة لحقوق الإنسان، أمس، عن صدمتها من حجم الأزمة الإنسانية في شمال غربي سورية، منددة بقصف مستشفيين في المنطقة. ووصفت المفوضة ما يحدث شمالي سورية بأنها أفعال ترقى لجرائم حرب، مؤكدة أن كثافة الهجمات على المستشفيات والمدارس لا يمكن أن تكون عرضية. ودعت النظام السوري وحلفاءه للسماح بمرور آمن للمدنيين وفتح ممرات إنسانية عبر مناطق الصراع. وأكدت أن مكتب الأممالمتحدة لحقوق الإنسان التابع لها، وثق 299 وفاة حتى اليوم منذ بداية العام، خلال أحدث هجوم كبير للنظام في حلب وإدلب، مؤكدة أن 93% من هذه الوفيات سببتها قوات الأسد وحلفاؤها.