اتهم إعلامي مقرب من الكرملين، رئيس النظام التركي رجب أردوغان بأنه «يرتكب خطأ تلو الآخر» في علاقته مع روسيا. وقال المدير العام لمؤسسة «روسيا سيغودنيا» دميتري كيسيلوف، ضمن برنامج «فيستي نيديلي» على قناة «روسيا 1» أمس (افثنين)، إن موسكو منحت أردوغان فرصة لتنفيذ اتفاقات سوتشي بشأن سورية، قبل لقائه الرئيس فلاديمير بوتين، لكنه لا يحاول خلق جو مناسب لذلك، متهما إياه بأنه «أفسد العلاقات مع أوروبا والعالم العربي بتدخله في ليبيا وشنه عمليات عسكرية ضد الجيش السوري». وأكد أنه بعد أن تلقى من «الناتو» تعاطفا لفظيا فقط، انطلق في مغامرة محفوفة بالمخاطر من أجل الانتقام. وأضاف: «روسيا لا تزال تتصرف بسياسة ضبط النفس، تاركة فرصة لأردوغان، لكن من الواضح أن للكرملين حدودا من الصبر، وبالتأكيد من الأشياء التي لا تعجب بوتين هو عدم الالتزام، لكن بالنسبة له الأسوأ من ذلك هو النفاق». واستمرت المعارك بريف إدلب مع دخول العدوان التركي على مواقع لقوات النظام السوري يومه الخامس وسط استمرار نزوح السكان إلى مناطق أكثر أمناً على الحدود مع تركيا. فيما تتجه الأنظار للقمة الرباعية التي أعلن عنها أردوغان بشأن إدلب (الخميس) في إسطنبول وتجمع روسيا وفرنسا وألمانيا وتركيا. ومع تصاعد التوتر بين موسكووأنقرة رغم تأكيد الأخيرة أنها غير مستعدة للدخول في حرب مباشرة مع روسيا في إدلب، استبعد المحلل الروسي أندريه أونتيكوف، عقد القمة الرباعية. ونقل عنه موقع «العربية نت» أمس، توقعه بعدم انعقاد القمة خاصة أن أردوغان سيزور موسكو في الفترة نفسها، لذلك سنكون أمام لقاء ثنائي بينه وبوتين، لافتا إلى أن موسكو ترفض أي دخول أوروبي لخط الأزمة في إدلب على العكس تماماً من رغبة أنقرة. وأضاف أن موسكو ستطلب من أردوغان في زيارته المرتقبة أن يوقف تصعيده ضد قوات الأسد، وأن يتخلى عن مطالبه غير الواقعية والتي تتمثل بضرورة تراجع قوات النظام إلى ما خلف نقاط المراقبة التركية. ولم يستبعد حدوث توافقٍ روسي تركي بخصوص هدنةٍ جديدة في إدلب، لكن توقف تقدّم قوات النظام في تلك المناطق سيكون مؤقتاً فقط ولا مجال لتجميد العمليات العسكرية بشكل نهائي. وكشف أن ما يقلق موسكو هو أن أنقرة تدعم وتشارك بقوة في العمليات القتالية للمجموعات الإرهابية والمسلحة في إدلب ولم تلتزم باتفاقية سوتشي. واعتبر عملية «درع الربيع» رسالة للداخل التركي. وحذر من أن حصول أي مواجهاتٍ شاملة بين الطرفين، ستكون نتائجها سلبية للغاية بالنسبة لأنقرة، فهي ستخسر المزيد من الجنود وسيتأثر اقتصادها، بينما قد تلجأ موسكو حينها للورقة الكردية، لذلك ستتجنب أنقرة حصول هذا السيناريو وستلتزم باتفاقية سوتشي مع تفاهمات جديدة مع موسكو.