يقال إن هناك فارقاً كبيراً بين لاعب جيد وآخر كبير، فالجيدون هم من يلعبون بشكل جيد مع فريق واحد، أما اللاعب الأسطورة فهو من يساعد أي فريق ينضم إليه لتحقيق الألقاب؛ كأس العالم، كأس أوروبا للمنتخبات، أندية أبطال أوروبا، الدوري المحلي. وعلى مر تاريخ كرة القدم، يبرز بين عقد وآخر عدد من اللاعبين الرائعين الذين تسلط عليهم العيون والكاميرات لتحظى بأخبار اللاعب التاريخي وتقارير تؤكد أنهم الأفضل؛ بداية بالجوهرة البرازيلية بيليه والمايسترو الأرجنتيني دييغو مارادونا وصولا إلى الظاهرة رونالدو، والفرنسي زين الدين زيدان، بالإضافة إلى كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي، لكن من يستحق لقب أفضل لاعب في تاريخ كرة القدم؟. ربما تكون السوشيال ميديا أو وسائل الإنترنت سببا في بروز عدد من اللاعبين والتغني بسطوتهم الكروية ومتابعتهم في تلك المنصات وترشيحهم للفوز بأكبر الجوائز بسبب الميول والعشق للاعب وناديه، وللضجة المثارة كل عام لفوز أحدهم بالكرة الذهبية سبب أيضا، حيث إن الثنائي ميسي ورونالدو وكل لاعبي الجيل الحالي محظوظون، فبخلاف السوشيال ميديا التي كان لها دور كبير في شهرتهم، فإنهم يلعبون في أفضل الملاعب التي تطورت كثيرا وبأحذية صممت خصيصا لهم واللعب بكرة قدم خفيفة وتم تصميمها بدقة؛ ناهيك عن النقل الحي لمبارياتهم على كل شاشات العالم، كل هذه الاعتبارات كانت عاملاً أساسياً في تألقهم، بغض النظر عن الجانب الفني. ودائماً ما يشهد الوسط الرياضي جدلاً واسعاً، وانقساماً جماهيرياً على من يستحق لقب أفضل لاعب في تاريخ كرة القدم، فهل يمكننا أن نبرز ذلك اللاعب الفذّ من خلال جماهير «عكاظ» الرياضية بتسليط الضوء على أبرز هؤلاء اللاعبين: بيليه أسطورة حقيقية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، أُطلق لقب (اللعبة الجميلة) على كرة القدم، وهو الذي جعل كرة القدم لعبة جميلة. بدأ مسيرته الاحترافية مبكرا في سن ال15، وفي ال16 انضم لمنتخب بلاده، وعندما وصل ال17 لعب دوراً مؤثراً في رفع بلاده لقب كأس العالم. شارك بيليه في أربع بطولات لكأس العالم وفاز بثلاث منها 1958، 1962 و1970، وهو اللاعب الوحيد في التاريخ الذي رفع كأس العالم 3 مرات، ويظل المهاجم الأسطوري والهداف التاريخي لمنتخب بلاده ب77 هدفا في 92 مباراة، و619 هدفا في 638 مباراة مع ناديه سانتوس. أما عن إنجازاته الشخصية فقد حصل على جائزة أفضل لاعب لكأس العالم 1970، ولاعب القرن في عام 2000، (فاز بالجائزة مارادونا وبيليه سوياً؛ بيليه فاز بالجائزة من خلال تصويت الصحفيين والمدربين، ومارادونا فاز من خلال تصويت الجمهور عبر الانترنت)، وأكثر لاعب سجل أهدافا في التاريخ 1283 هدفا في 1363 مباراة، وهو أصغر لاعب يرفع كأس العالم في عمر 17 عاما و249 يوما، وأصغر لاعب يسجل هدفا في كأس العالم عن 17 عاما و244 يوما. امتدت مسيرة بيليه في الملاعب لما يقرب عقدين من الزمن، وقد غير طريقة لعب كرة القدم، واختراع مراوغات جديدة لا تعد ولا تحصى. مارادونا صاحب المهارة الفريدة، يتذكره الكثيرون حينما قاد منتخب بلاده للفوز بكأس العالم بتقديم أكبر أداء فردي في بطولة على الإطلاق، يتمتع بمهارة فريدة جعلته أفضل من يمثل (التانغو) عبر التاريخ، مثل (القصير) منتخب بلاده 4 بطولات كأس العالم، وقاد التانغو للفوز بلقب 1986، وقاد نابولي إلى (الأسكوديتو)، عامي 1986-1987 و1989-1990، مما غير مشهد الكرة الإيطالية. حصل على عدد لا يحصى من الجوائز الفردية؛ أبرزها اللاعب الأفضل في 1986، ولاعب القرن بحسب الفيفا في عام 2000. وقد تم حجب القميص رقم 10 في نابولي تقديرا له. ومع ذلك لم تكن الجوائز والألقاب من جعلته رمزا، فعبقريته في كرة القدم ليس لها مثيل، يجمع بين السيطرة على الكرة بطريقة غير عادية مع رؤية الملعب في نفس الوقت، مع قدرة فائقة على المراوغات، التي باتت مصدر إلهام للعديد من النشء في جميع أنحاء العالم. لكن مسيرته بعد الاعتزال أفقدته الكثير من بريقه. وعُرف عنه إثارته للجدل من خلال أفعاله وتصريحاته الغريبة.. ولكن دون نقاش، هو أحد أعظم اللاعبين على مر العصور. زيدان اللاعب الفرنسي المنشأ الجزائري الأصل، صانع ألعاب من النخبة، اشتهر بأناقته ورؤيته وتحكمه في الكرة وبراعته، ويُعد واحدا من الأساطير في تاريخ كرة القدم بشهادة العديد من الخبراء. جذب اهتماماً كبيراً في مونديال 1998، وأحرز مع منتخب بلاده كأس العالم وأتبعه بكأس أمم أوروبا ثم كأس القارات، حصل على جائزة أفضل لاعب في العالم 3 مرات، وعلى مستوى الأندية حقق مع نادي ريال مدريد دوري أبطال أوروبا مرة عام 2002 وكأس العالم للأندية 2002 وكأس السوبر الأوروبية تم التصويت له كأفضل لاعب في الخمسين سنة الماضية في القارة الأوروبية وقد اختاره بيليه ضمن قائمة أفضل 125 لاعبا حي في 2004. رونالدو يُعرف أيضاً ب«الظاهرة»، ويُعتبر أفضل مهاجمي كرة القدم عبر التاريخ حسب الكثيرين كما يُصنّف أنه أحد أفضل من لعب كرة القدم على الإطلاق، ويتميّزُ بالسرعة والمهارة العالية وبالبراعة في الإنهاء أمام المرمى. وفاز بجائزة الفيفا لأفضل لاعب في العالم وهو بسنّ العشرين عاماً عام 1996، كأصغر من حقّقها، كما ظفر بها في مناسبتيْن أخريين عاميْ 1997 و2002 وهو كذلك أصغر من حقّق جائزة الكرة الذهبية وكان ذلك عام 1997 كما ظفر بها في مناسبة أخرى عام 2002. كريستيانو «الدون» أو «صاروخ ماديرا» كما يكنى، انتقل إلى نادي يوفنتوس قريباً بعد رحلة حافلة طويلة مع ريال مدريد، وهداف تاريخي لمنتخب بلاده البرتغال والنادي الملكي. ويُعتبر رونالدو -حسب الكثيرين وبناءً على الكثير من الاستفتاءات- أحد أفضل اللاعبين في جيله، بل حتى في تاريخ لعبة كرة القدم. وقد اختاره الاتحاد البرتغالي لكرة القدم أفضل لاعب في تاريخ البرتغال مطلع عام 2015، وهو أكثر من سجل أهدافاً منذ بداية القرن الواحد والعشرين. حصل على خمس كرات ذهبية كأكثر لاعب أوروبي، وهو أول لاعب يفوز بأربعة أحذية ذهبية أوروبية. وفاز ب29 بطولة رسمية في مسيرته، من ضمنها خمسة ألقاب دوري، وخمسة ألقاب في دوري أبطال أوروبا ولقب واحد في بطولة أمم أوروبا. يسجل الأهداف بغزارة وهو الهداف التاريخي لعدة بطولات رسمية؛ حيث هو الهداف التاريخي للدوريات الخمس الكبرى الأوروبية (414) ودوري أبطال أوروبا (124) وبطولة أمم أوروبا (9)؛ فضلاً عن أنه أكثر من صنع أهداف في دوري الأبطال (34) وبطولة أمم أوروبا (6). وقد سجل أكثر من 700 هدفا في مسيرته مع الأندية والمنتخب الوطني. ميسي لاعب كرة قدم أرجنتيني يلعب حالياً مع نادي برشلونة الإسباني. يلعب كمهاجم وكجناح. يعتبر أحد أفضل لاعبي كرة القدم في جيله بل يُصنّف أنه من بين الأفضل تاريخياً حيث رُشح عدة مرات لجائزة الكرة الذهبية وأفضل لاعب كرة قدم في العالم وهو بسن 20 و21 وفاز بهما بسن 22. وهو صاحب سجل أكثر الأهداف في عام واحد حيث سجل 91 هدفا في عام 2012. وقد قورنت طريقة لعبه ومهاراته بتلك الخاصة بمارادونا. تُوج ميسي بالكرة الذهبية ست مرات، بالإضافة إلى حصد العديد من الجوائز الفردية المهمة، مثل فوزه بالحذاء الذهبي كأفضل هداف في الدوريات الأوروبية ست مرات، وأفضل لاعب في أوروبا مرتين، والكرة الذهبية في كأس العالم مرة واحدة وكذلك جائزة أفضل لاعب في كوباأمريكا. تمتع بسحرهم ثم أحكم انقسمت جماهير كرة القدم على من يستحق لقب أفضل لاعب في التاريخ، ما بين البرازيلي بيليه الذي يعد من أكثر اللاعبين تسجيلاً للأهداف في تاريخ الساحرة المستديرة، والبرتغالي كريستيانو رونالدو هداف أوروبا الأول الذي قاد السيليساو الأوروبي للفوز بأول لقب (يورو 2016)، والأرجنتيني دييغو مارادونا الذي فعل الكثير مع نادي نابولي الإيطالي ومساعدة منتخب بلاده للحصول على كأس العالم عام 86، ومواطنه ليونيل ميسي والهداف التاريخي لبطولة الليغا الإسبانية، بالإضافة إلى أشهر اللاعبين الذين تألقوا كثيراً مع منتخبات بلادهم والأندية التي مثلوها، وسطروا ملاحم إبداعية كروية وملامح ساحرة أبهرت العالم.. لكن لم تسلط عليهم كاميرات الحظ؛ ومنهم ريفلينو، زيكو، سقراط، روماريو، ريفالدو، رونالدو، رونالدينهو (البرازيل)، وكيمبس، أرديليس، باتيستوتا (الأرجنتين)، بوشكاش (المجر)، بلاتيني، هنري (فرنسا) أوزيبيو، فيغو، (البرتغال) بيكنباور، موللر، ماتيوس (ألمانيا)، كرويف، خولييت، فان باستن (هولندا)، دل بييرو، باغيو، توتي (إيطاليا)، بوبي تشارلتون، كيغان، بيكهام (إنجلترا)، سانشيز (المكسيك)، إبراهيمو فيتش (السويد) كذلك جورج بست لاعب أيرلندا الشمالية. شاهد سحرهم ومهاراتهم وإبداعاتهم وعبقريتهم ثم أصدر حكمك: هل يستحق أحدهم المقارنة والدخول في ترشيحك لأفضل لاعب في تاريخ كرة القدم.