حالات هروب الفتيات في مجتمعنا فردية، ولا تصل إلى الظاهرة، لا علاقة لها بالوضع العام، ومن غير المعقول أن نحمل الدولة أخطاءنا الأسرية والتقصير في رعاية الأبناء والبنات، ومن أبرز أسباب هروب الفتيات العنف الأسري، وافتقاد الحوار والتفاهم بين أفراد الأسرة، وضعف الرقابة وغياب التوجيه الصحيح، والتفكك الأسري والمكالمات الإلكترونية والمخاطر الناجمة منها، وهي تندرج تحت أخطار توظيف وسائل التواصل الاجتماعي بطريقة خاطئة. وعلى أولياء الأمور أن يكونوا أكثر فهماً وقرباً لأبنائهم وبناتهم، ولا بد من تفعيل دور المؤسسات الاجتماعية وعلى رأسها الأسرة ومد جسور التواصل بين أفرادها، وإشراك الجمعيات الخيرية لتواكب التغيرات التي تمر بها مجتمعاتنا، مع أهمية توفير حماية عاجلة مؤقتة وآمنة للفتيات والنساء وكبار السن من العنف الأسري، ويأتي دور المدرسة والمؤسسات التربوية في تكثيف التوعية بأضرار التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي، وأيضاً من الحلول تبسيط المشكلات التي تواجه الفتيات بدلاً من تهويلها وتضخيمها، ويجب دراسة حالات الهروب ومعرفة أسبابها للبحث عن علاج لها، مع إجراء دراسات عن الفتيات الهاربات لمعرفة أوضاعهن داخل أسرهن. ويأتي دور الأسرة في صدارة الحلول، فهي الجهة القادرة على احتواء المشكلة بالتعامل الراقي والمثالي مع جميع الأبناء وتفعيل الحوار والتفاهم بين أفرادها ذكوراً وإناثاً، ومعالجة أي مشكلة تعترضهم بهدوء وفي سرية تامة دون تعنيف وتوبيخ، فكلنا خطاؤون وخير الخطائين التوابون، قد تكون المشكلة بسيطة ويسهل حلها، لكن التعامل السيئ معها يفاقمها، وأيضاً دور المرشد أو المرشدة في المدرسة والأخصائية الاجتماعية مهم جداً في علاج المشكلة والتعامل مع الطالبة كابنة وأخت وليس خصماً يتصيدون أخطاءه ومن ثم التشهير به، فعندها تتقطع أواصر العلاقة بين الجانبين ينتهي دور المرشدة ولا يصبح له أي فعالية.