سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
دراسة توصي بدعم الأسر الفقيرة وتلبية حاجات الفتيات بالمجتمع وتوعيتهن بمخاطر الهروب من المنازل كشفت أن هروبهن لم يعد حدثاً نادراً بل تعدى ذلك إلى حدود الظاهرة
أوصت دراسة سعودية حديثة بدعم الأسرة الفقيرة بالمبالغ النقدية التي تسهم في تأمين احتياجات الأسرة ومنها الفتيات مع وضرورة الاهتمام بتلبية حاجات الفتيات المادية والمعنوية، في محاولة لحل مشكلة هروب الفتيات، مؤكدة ضرورة القيام بتفعيل مكاتب دور الخدمة الاجتماعية لتشمل المشكلات التي تواجه الفتيات ومحاولة حلها وإيجاد الحلول المناسبة لها، والقيام بعمل برنامج توعوي لتوعية الأسرة بأهمية الحوار ومناقشة كافة المشكلات التي تطرأ على الأسرة. الدراسة أعدتها الباحثة نوف بنت سعد العليان من قسم علم الاجتماع بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وحصلت بها على درجة الماجستير، لمناقشتها الأسباب الاجتماعية والاقتصادية المؤدية لهروب الفتيات، والمطبقة على عينة من الفتيات الهاربات في مؤسسة رعاية الفتيات في مدينة الرياض التي صدرت عليهن أحكام نتيجة هروبهن من المنازل، ويبلغ عددهن (40) فتاة. ونظراً لقلة حجم المجتمع عملت الباحثة مسحاً شاملاً لجميع مفردات المجتمع. كذلك تم عمل مسح شامل (للأخصائيات والمراقبات الموظفات في مؤسسة رعاية الفتيات والبالغ عددهن 20 أخصائية ومراقبة). وقد أوصت الدراسة بتفعيل دور وسائل الإعلام بعمل المؤتمرات والندوات اللازمة لتوعية الآباء بضرورة تفهم مشكلات الفتيات، والقيام بعمل برنامج لتنمية ثقافات الآباء بأساليب التواصل والتعامل مع الأبناء للحد من الفجوة القائمة بين الآباء والأبناء مع التنبيه على الآباء بعدم استخدام الأساليب المتردية في التربية وخاصة استخدام العنف مع الفتيات ومحاولة شغل أوقات فراغ الفتيات. ومن جانب آخر، أوصت بتفعيل دور الأخصائيات في دار الرعاية بالشكل الذي يسهم في زيادة تواصلهن مع الفتيات الهاربات، وزيادة الدورات التدريبية الخاصة بالأخصائيات والمراقبات لضمان جودة التعامل مع الفتيات في دار الرعاية، وكذلك توعية الفتيات الهاربات بخطورة الهروب من المنازل لكونه يسبب لهن كثيرا من المشكلات ويؤدي إلى انحرافهن، كما أوصت بعمل دراسات مستقبلية منها دراسة تأثير التنشئة الاجتماعية على هروب الفتيات، ودراسة أثر افتقاد ثقافة الحوار بين الأسرة في هروب الفتيات من المنازل. يذكر أن الدراسة كشفت أن مشكلات الفتيات في المجتمع تكثر في مرحلة المراهقة وأهم هذه المشكلات تلك التي تتعلق بالنواحي الأخلاقية كهروبهن من المنازل نتيجة للعوامل الاقتصادية والاجتماعية ونتيجة للتغيرات التي حدثت في المجتمعات، وإن هروب الفتيات من منازل أسرهن لشهور وأسابيع أو لغير رجعة لم يعد حدثاً نادراً يسمع على نطاق ضيق بل تعدى ذلك إلى حدود الظاهرة ما ينذر بمخاطر جسيمة على الترابط الأسري في مجتمع محافظ.