أمهات يعشن حسرة على بناتهن، وفتيات يتهمن أسرهن بأنها من تسببت بهروبهن من المنزل، وتبقى قضية هروب الفتيات من أسرهن أو من دار الرعاية إلى المجهول أمراً مرعباً، الأمر الذي أثار العديد من التعليقات على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك. وفي البداية أوضحت "Fatimah Al-amro" أن العنف الأسري، يتصدر أسباب هروب الفتيات في المملكة، مطالبة بتكاتف جميع الجهات للحد من هذه الظاهرة، عبر توعية المجتمع ونشر مهارات التربية القائمة على الحب والتقبل. وبينت "فدوى صالح" أن احتياج المرأة إلى الأمان النفسي يفوق احتياج الرجل، مرجعة الأمر إلى طبيعتها، وكونها مجبولة على الرحمة، فتبحث عن العاطفة بشكل مستمر، مبينة بأن 80% من الأسر العربية تفتقر إلى مشاعر الحب. وأرجع "أحمد الإبراهيم" بعض أسباب هروب الفتيات إلى عجز الأسرة عن احتواء الأبناء، وافتقاد الأسرة ثقافة الحوار، فضلاً عن الجفاف العاطفي والتربية الصارمة وتفضيل الذكور على الإناث، إضافة إلى دور المؤثرات الإعلامية السلبية، واضطراب الوسط الأسري، وإجبار الفتاة على الزواج أيضاً. وأشارت "Radhia Bouchiba" إلى أن هروب الفتيات لا يشترط تصنيفه ضمن حالات الانحراف، مؤكدة على أهمية دور رجال الدين في تصحيح النظرة إلى المرأة، لا سيما التركيز على عدم التفريق بين الذكور والإناث في المعاملة، وطالبت "Ahlam Almashhadi" بإنشاء مؤسسات تُعنى بالفتيات، مع توفير نوادٍ اجتماعية لشغل أوقات الفراغ، والحد من تسرب الفتيات من التعليم، بالإضافة إلى تفعيل دور المرشدة الطلابية والمدرسة في التعامل مع مثل هذه القضايا. كما رأى "هاني المالكي" أن هناك ضرورة لتوعية الفتيات بحقوقهن من خلال المؤسسات المجتمعية، خاصة المدرسة ووسائل الإعلام، وإنشاء مراكز للوالدين، لتقديم المشورة في التعامل مع مشكلات الأبناء، وتحديد عقوبات تجرّم من يتعدّى على الفتاة بأي شكل، والسعي لنقل العنف الأسري من الشأن الخاص إلى الشأن العام. وشدد "Mamdouh Sulaimani" على أن كثيراً من الفتيات اللواتي يتعرضن للعنف الأسري، ويهربن إلى دور الحماية تتم إعادتهن إلى أسرهن، دون وجود حلول جذرية لمشكلة المعنفة الهاربة، وقال "Maged Alwadae": قضية هروب الفتيات لم تصل إلى حد الظاهرة في المجتمع السعودي، وإن كان هناك بلاغات تغيب فهي محدودة جداً بمعدل حالة هروب واحدة شهرياً، ويتم التعامل معها بسرية تامة. واعتقد "Jameel Mohd Jamal " أن السبب الرئيس وراء هروب الفتيات "الآي فون والشاتات والإيميل ودردشة آخر الليل مع الشباب بلا رقيب ولا حسيب"، بالإضافة إلى القنوات الفاسدة التى تعمل ليلاً ونهاراً بلا توقف خاصة التي تعرض مسابقات المطربين الجدد والإعلانات التى تحتوي على موديلات من البنات الأجنبيات.