أشبه بعمل سينمائي وأحداث دراماتيكية، تفشي فايروس، وخلو مدينة، ومسابقة للزمن في كبح هجومه المميت، ووفاة مكتشفه، العديد من المصابين وشفاء حالات، ووفاة مدير المستشفى وهستيريا المصابين وحجر صحي يُفرض على مدينة «ووهان» الصينية التي انطلق منها المرض الذي لا نعرف ماهيته، هل انطلق من الحيوانات؟ أم كان تجارب بأيدي البشر في مختبر الأبحاث في ووهان؟ في خضم هذه المعارك التي نراها في الصين والعزل والقتال المستمر لمواجهة هذا الخطر القادم الذي بدأ يتفشى حتى وصل لعدد من دول الجوار، فإننا لا نرى من وزارة الصحة سوى الرسائل التحذيرية التي تفيد بغسل اليدين جيداً ونشر الإحصاءات للمصابين بهذا الفايروس حول العالم وهذا أمر جيد. لكن، لماذا لا تعمل وزارة الصحة على تخصيص وتجهيز أي مستشفى يعمل حالياً في مدن المملكة الرئيسية كمكة المكرمة والرياض وجدة وبعض المحافظات الرئيسية بحيث تكون على أهبة الاستعداد لهذا الفايروس. ولماذا لا تجهز وزارة الصحة طواقمها الصحية في جميع مدن المملكة بالملابس المتخصصة لمواجهة هذا الفايروس، وذلك بفرضها على كوادرها وخصوصاً أن منظمة الصحة العالمية دقت ناقوس الخطر على العالم أجمع وأن هذا الفايروس حالة طوارئ للصحة العالمية. لماذا لا نتعلم من تجربة الصين ونقيّم أنفسنا؛ هل نحن قادرون على محاصرة المرض والقضاء عليه؟، وهل بإمكاننا توظيف التقنية والاستفادة منها في تقديم الخدمات ومكافحة انتشار الفايروس؟ رأينا في الصين جميعاً حربهم ومواجهتهم القوية لهذا الفايروس من بناء لمستشفى وتشغيله في غضون 10 أيام واستخدامهم للروبوتات والمركبات الذاتية القيادة التي نتمنى أن تتوافر لدينا حالياً احترازاً، قبل أن يصل إلينا هذا الوباء، وقد تشدد الصينيون في المواجهة لدرجة أن يحكموا بالإعدام لمن يخفي عوارض الإصابة بكورونا الجديد، ومع ذلك كله قد تفقد الصين السيطرة عليه.. أخيراً.. ولذلك يجب على وزارتنا الموقرة أن تقف على قدم وساق استعدادا لهذا الوباء، فلذلك نريد من وزارة الصحة أن تصيب الهدف جيداً ومبكراً فما زالت الكرة في ملعبها!