معالي الوزير توفيق الربيعة.. لقد عاهدت نفسي على البحث عن الإيجابيات والكتابة عنها، فجأة وجدت نفسي أمام أشياء لا يمكن لي السكوت عنها.. أن لا يجد المواطن في حفر الباطن علاجاً عندما يُصاب بجلطة في القلب بسبب عدم وجود استشاري قلب مُتفرغ.. هذه كارثة! الانتظار موت والسفر مُغامرة.. بشكل يومي نرى سيارات الإسعاف تنطلق من حفر الباطن نحو الرياض والدمام والأحساء بحثاً عن قسطرة قلب. مريض وطبيب وممرضة وسائق إسعاف يتم تعريضهم لمخاطر الطريق فقط لأن الشؤون الصحية غير قادرة على تأسيس وحدة مُتكاملة للقلب وعملياته واستقطاب طاقم طبي مُتكامل. جُل ما تم القيام به حلول ترقيعية كنّا نتوقع أنها ستكون مؤقتة ودعمناها في بداياتها ولكن اتضح أنها ثابتة.. كيف لمدينة يسكنها مليون نسمة أن تكون مستشفياتها بلا استشاري قلب؟! بلا مركز ثابت لقسطرة القلب والتعامل مع الجلطات وعمليات القلب المفتوح؟! نحنُ في حفر الباطن نرى إنجازات صحية لا أساس لها، إنجازات وهمية، ممرضة خارج عملها أنقذت مُصابي حادث مروري يتم التعامل مع موقفها كإنجاز لمُديرية الشؤون الصحية وأنها إثبات بأن المديرية مليئة بالكفاءات.. والحقيقة أن الكفاءات يتم تهميشها! النجاح الحقيقي هو في تحسين جودة الخدمة الصحية المُقدمة للمواطن، لا الظهور الإعلامي كل مرة والتباهي بإنجاز لا يد للمديرية فيه. وحدة أورام يتم تكريمها من قبل معاليك دون أن يتم إخبارك بأن هذه الوحدة بلا صيدلية تخصصية وأن من يأتي للوحدة هو استشاري يأتي كل أسبوع مرة من الشرقية وتخيّل طريقة حمل ما يُقال إنها أدوية للعلاج. عندما نتحدث عن وحدة أورام نحنُ نتحدث عن طاقم فني مُتخصص واستشاريين مُقيمين لا عن استشاري يأتي مرة ليُتابع حالات هو يعالجها في منطقة أُخرى. حفر الباطن بأكملها بلا استشاريين في تخصصات الصدر والتجميل والقلب والأورام! معالي الوزير.. لتعرف حجم المأساة يجب أن تعلم أن مشروع تطوير لأحد الأقسام في مُستشفى لم يكتمل، ومع ذلك تم تصوير افتتاح المشروع، غرفة تم افتتاحها على عجل ليتم إظهار الأمر كإنجاز. هل ستحتفل المديرية كل شهر بمناسبة انتهاء غرفة؟! إن الأخطاء الإدارية التي تحدث شوهت بيئة العمل وخفّضت جودة الخدمة.. أخيراً.. هنا رسالة للوزير الذي نُحبه ونعلم مدى حبه للنجاح وإيمانه التام أن خدمة الوطن والمواطن رسالة خالدة يجب أن يؤديها بأمانة، التغيير هو في إيجاد كفاءة حقيقية، كفاءة تحمل مؤهلاً حقيقياً لا مؤهل انتساب وتقدير مقبول، الوزارة مليئة بالكفاءات التي ستكون عامل نجاح للوزارة في تأدية رسالتها. * كاتب سعودي [email protected]