بين تفاصيل الحياة الكثيرة تتسرب الأفكار، وينزوي الرأي ما لم تُسأل. تدهشك الأشياء الجميلة كفيلم حائز على جائزة تشاهده في السينما القريبة منك بعد عناء يوم مكتبي، أو معرض فني عالمي، في موقع عالمي في صحراء ذات تضاريس ساحرة تقصده في إجازة نهاية الأسبوع، أو مذاق لطبق صُنع بمهارة وشغف الطهي بدعوة من الأصدقاء. إيقاع الحياة المتسارع في السعودية هذه الأيام يثنيك أحياناً حتى عن التوقف لتتساءل: هل أنا في حلم؟! مواسم ترفيهية وفنية، حياة ثقافية واعدة، نقل عام ضخم في العاصمة الرياض على وشك التدشين، تنقل متاح وحرية أكثر للمرأة، حياة تجعلنا نصغر في السن ونكبر في التجربة، ونتعاطف حتى مع بعض من غادرونا بجوازات سفرهم للبحث عن مكان أكثر حرية! قلت لكم أن تفاصيل الحياة الكثيرة والإيقاع المتسارع يجعل خيط الفكرة الأكبر يفر من بين الأنامل. لذا لم أجد أقرب خيط لفكرة أستدعيها وأضعها هنا سوى طرف فكرة صغيرة عن حالة شابة سعودية أصبحت لاجئة، فرت إلى كندا منذ سنوات قليلة للبحث عن الحرية والحياة الأخرى. تصلني أحياناً مقاطع من حسابها في سناب شات، وهي لاتزال كما هي عند فرارها الأول في بحثها عن تسهيلات أصبحنا نحن نعيشها بتواتر. لاتزال تنتقد حال المرأة الذي لم يعد كما خبرت، ولايزال حديثها حول المرأة السعودية ومشاكلها الماضية التي هي تعاني منها، مسيطراً عليها رغم لجوئها إلى قارة بعيدة لتلهو في الثلج، أو ترتدي شورتا قصيراً، أو تتناول أطعمة رخيصة غير الصحية، وسط ثرثرة غير منطقية، وأحاديث أقل ما يقال عنها (هراء).. هذه الفكرة الصغيرة شغلتني اليوم عن فكرة كبيرة، وهي تقصي المبادرات الدولية الفاعلة لقمة العشرين التي ستستضيفها المملكة العربية السعودية.. فعذراً. * كاتبة سعودية [email protected]