رغم التصريحات التركية المناهضة لتقدم الجيش السوري وإمهاله إلى نهاية هذا الشهر للتراجع في ريفي إدلب وحلب، إلا أن قوات النظام أحرزت تقدما عسكريا سريعا في الآونة الأخيرة بدعم جوي من الطيران الروسي ومساندة المليشيا الإيرانية. وفي أحدث التطورات العسكرية، أكدت مصادر إعلامية في سورية سيطرة قوات الأسد على الطريقين الدوليين «إم 4 وإم 5»، اللذين أصبحا هدفا رئيسيا للجيش السوري، واستمرت السيطرة إلى مناطق خان العسل، فيما أصبحت المسافة بين قوات الأسد والحدود التركية أقل من 25 كيلومترا. وأفادت مصادر صحفية سورية أن المليشيات الإيرانية تكبدت خسائر بشرية فادحة في معارك الشمال، التي بدأت الشهر الماضي. وبحسب وكالة قاسيون الإعلامية، وصلت إلى مدينة البوكمال بريف دير الزور شرقي سورية، عشرات الجثث لعناصر من المجموعات المسلحة التابعة لطهران قتلوا في المعارك الدائرة شمالي البلاد. ولفتت المصادر إلى أن العناصر المحلية تم دفنها في البوكمال، فيما تم إرسال جثث العناصر الأجنبية إلى العراق بعد إجراء مراسم جنازة جماعية لهم. وأوضحت أن الشهرين الماضيين شهدا توافد نحو 500 من العناصر الأجنبية إلى دير الزور قادمين من إيرانوالعراق دخلوا عبر الحدود العراقية والتحقوا بالمجموعات التي ذهبت لقتال المعارضة شمالي سورية. من جهة ثانية، يلتقي وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره التركي مولود جاويش أوغلو غدا (الإثنين) في موسكو، في ظل التصعيد الكبير في الشمال السوري. وقالت وكالة إنترفاكس الروسية الحكومية، إن لافروف اجتمع مع جاويش أوغلو على هامش مؤتمر ميونيخ الدولي للأمن، فيما سيلتقيان لبحث ملف إدلب في موسكو. ويتزامن اللقاء مع تصاعد حدة التهديدات التركية لنظام اﻷسد بشأن إدلب وإمهاله حتى نهاية الشهر الجاري للانسحاب والعودة حتى حدود اتفاق سوتشي، فيما يواصل الأخير هجماته وتقدمه البري، فيما يتقدم الجيش السوري على أكثر من محور في ريفي إدلب وحلب.