أبقى «المنظم» السعودي على شركة المحاصة في نظام الشركات، وهي الصورة الثالثة من صور شركات الأشخاص التي تتميز عن جميع الشركات الأخرى بميزة أساسية هي عدم تمتعها بالشخصية المعنوية، وهذا ما يتضح من تعريفها وخصائصها. وعرفت بأنها «شركة تستتر عن الغير، ولا تتمتع بشخصية اعتبارية، ولا تخضع لإجراءات الشهر، ولا تقيد في السجل التجاري، ويجوز إثبات شركة المحاصَّة بجميع طرق الإثبات». وتعد شركة المحاصة من شركات الأشخاص، فأساس تكوينها هو الثقة المتبادلة بين الشركاء، وتبدو ميزة الاعتبار الشخصي واضحة وملحوظة في هذه الشركة أكثر من غيرها من شركات الأشخاص، لأن الشركاء لا يظهرون في مواجهة الغير، بل يقدمون حصصهم غالباً على سبيل التملك للشريك المدير المحاصي، ويتعامل باسمه الخاص. لذلك تعد شركة المحاصة نموذجاً فريداً لشركات الأشخاص، ومن خلال دراستنا لهذه الشركة نجد أنها شركة تتميز من غيرها من الشركات التجارية، ففضلاً عن عدم اكتسابها الشخصية المعنوية، فهي تتميز بنظام قانوني يتصف بالبساطة والمرونة التي يمنحها مبدأ سلطان الإدارة، وهذا كله بعيد عن الشكليات التي تقيد باقي الشركات التجارية من إجراءات تسجيل وشهر، فشركة المحاصة تعد استثناء في ميدان الشركات التجارية التي تحيا من تاريخ تسجيلها وشهرها. شركة المحاصة، لا تملك جمعية عامة؛ لتصادق على النظام، وإنما يتم تحديد طريقة عمل هذه الشركة في العقد التأسيسي لها من طرف الشركاء. فالشركاء أحرار في طريقة تسيير هذه الشركة، وعليه فإن النظام القانوني لشركة المحاصة متمثل في العقد الذي أبرمه الشركاء بينهم. كما أن شركة المحاصة حظيت بالاهتمام بالتعريف إلى جانب التعديلات البسيطة من قبل «المنظم» السعودي في نظام الشركات الجديد بقدر ما تحظى به الشركات التجارية الأخرى. نظام شركة المحاصة الجديد مشجع وجاذب للاستثمار الأجنبي، بما يتوافق مع الرؤية الوطنية للمملكة 2030. المحامية والمستشارة القانونية والمحكم التجاري