أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، أمس (الخميس)، في خطاب بمناسبة تبرئته في قضية العزل، أنه تحمل «ما لا يمكن أن يتحمله رئيس أمريكي» من اتهامات. وشدد على أنه «لم يقترف أي خطأ»، موضحاً أن قرار مجلس الشيوخ بإسقاط قضية العزل «انتصار كبير». وقدم ترمب شكره لأعضاء الحزب الجمهوري على مساندته. وأضاف: «لو خسرنا لانهارت أسواق المال، ولكن منذ فوزنا في الانتخابات كانت أسواق الأسهم في أفضل حال». وقال إنه تعرض «لمعاملة غير منصفة كان أولها الحديث عن التآمر مع روسيا، وانتهى الأمر إلى البراءة، ولم يكن من المفترض أن تستمر القضية سوى بضعة أيام». واتهم ترمب، الديموقراطيين «بالرغبة في إحداث أكبر خسائر ممكنة في صفوف الجمهوريين». وأعلن ترمب أنه لم يرتكب أي خطأ في مكالمته مع الرئيس الأوكراني، وأن الديموقراطيين كانوا يعلمون ببراءته منذ اليوم الأول. وفيما أسقط مجلس الشيوخ الأمريكي محاولة الديموقراطيين عزل الرئيس دونالد ترمب، فإن المعطيات واستطلاعات الرأي تشير إلى أن الطريق أصبح ممهدا أمام ترمب لولاية ثانية، ليقول الشعب كلمته ويطلق حكمه النهائي عندما يتوجه الناخبون الأمريكيون إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم، في نوفمبر القادم. وكان مجلس الشيوخ برأ مساء (الأربعاء) ترمب من الاتهامات الموجهة له، في ختام محاكمة تاريخية سعى من خلالها الديموقراطيون إلى عزله، فيما تكاتف الجمهوريون لتبرئته. وصوت في المجلس المؤلّف من 100 عضو 52 عضوا جمهوريا من أصل 53 على تبرئة ترمب من تهمة استغلال السلطة، فيما صوّت 53 عضواً جمهورياً على تبرئته من تهمة عرقلة عمل الكونغرس، وهما التهمتان اللتان وجّههما إليه مجلس النواب في 18 ديسمبر الماضي، فيما صوّت كل الأعضاء الديموقراطيين على إدانة ترمب بالتهمتين. وفي محاولة لفضح مواقف السيناتور الجمهوري ميت رومني الذي صوت لصالح العزل، نشر ترمب فيديو على حسابه في «تويتر» كشف فيه تصريحات سابقة لرومني وهو يمتدحه عقب انتخابه رئيساً، قائلاً: «إنه الرجل الذي سيقود أمريكا لمستقبل أفضل». ووصف الاجتماع معه في فندقه بأنه بنّاء. وبحسب الفيديو، تأتي هذه التصريحات بعد تقارير تحدثت عن أن ترمب كان يفكر في تعيين رومني وزيرا للخارجية، لكنه صرف النظر عن ذلك، وهو الأمر الذي دفع الأخير للانقلاب على الرئيس. واتهم الفيديو ميت رومني بشكل ضمني بأنه عميل سري للديموقراطيين دأب على تسريب الأخبار للوسائل الإعلامية. وسخر ترمب أخيرا من خسارة رومني أمام الرئيس السابق باراك أوباما بشكل كبير، ثم قدم مقارنة لفوزه العريض أمام منافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون في انتخابات عام 2016، ليُظهر حجم فشل ميت رومني ونجاح ترمب، في مقارنة ضمنية واضحة تُظهر غيرة رومني من نجاح ترمب. وعلى غرار رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، نشر زعيم الحزب الجمهوري في مجلس النواب كيفين مكارثي فيديو له أمس، وهو يمزق على ما يبدو مقالات عن عزل الرئيس دونالد ترمب. وقال مكارثي خلال تمزيقه الأوراق، «تبرئة للأبد». وقد حظيت تغريدته بتفاعل واسع على موقع «تويتر». ويحاكي ما قام به مكارثي تصرّف بيلوسي التي مزقت (الثلاثاء) خطاب «حال الأمة» الذي ألقاه ترمب في المجلس، فور انتهائه.