الموت القادم من الصين يبدو أن الكثير من الأيادي تقف خلفه. مختبرات طبية سريّة.. اختبارات كانت تحت السيطرة في مختبرات يوهان، وفجأة تسرّبت لشوارع المدينة! وقد تكون عملا مُخابراتيا من دولة ما. الشيء المؤكد أن العالم أصبح في مواجهة حقيقية مع موت مجهول المصدر ولا علاج له والحل الوحيد الآن عزل المُصابين ومُحاصرة المُدن التي يتفشى فيها. البعض ينسب الأمر للأكل، لغرابة ما يأكل الشعب الصيني من خفافيش وصراصير وثعابين سامة وغيرها، لكن هذا الأمر موجود في تايلند مثلاً، إذ تتشارك مع الصين ذات الأطعمة، مع ذلك لم يظهر هذا الفايروس فيها، بل كانت يوهان، مدينة المُختبر الذي تم إنشاؤه لدراسة الفايروسات الوبائية، هي الانطلاقة للفايروس. كورونا الجديد مجموعة فايروسات تمتلك القدرة على الانتقال من الحيوان إلى الإنسان وبسهولة. هذا الفايروس يحمل في صفاته فايروسات «سارس» و «ميرس» وتأثيره الأساسي على الجهاز التنفسي وعمل الكلى ولاحقاً توقف القلب. المُشكلة في سرعة تمكن فايروس كورونا الجديد من الضحية، بحيث لا يمنح فرصة جيّدة للأطباء لإنقاذ الضحية. منظمة الصحة العالمية أطلقت تحذيراً يسبق إعلان حالة الطوارئ الدولية، وأن العالم يواجه وباءً، وأقرّت أن الصين تواجه وباءً ويجب أن يتأهب العالم لمواجهة أسوأ الاحتمالات.. في السعودية هل خطوات وزارة الصحة بإعلانات التحذير من السفر للصين تكفي؟ هل غُرف العزل في المُستشفيات تكفي؟ طبعاً لا تكفي.. أولاً: يجب أن يتم تغيير الطواقم التي تُدير المراكز الإعلامية في أغلب مُديريات الشؤون الصحيّة لأن الأغلب شخصيات غير متخصصة ولا تُجيد سوى التغريد الآلي في تويتر، حدث كهذا يحتاج من يتحدث بشفافية، المعلومة الصحيحة مهمة جداً، الأرقام يجب أن تكون واضحة، الإعلان عن الحالات المُصابة وبسرعة، لن تكون بطلاً إذا حاولت التستر على حالات كهذه، هذا وباء مواجهته تكون عن طريق الحقيقة.. ثانياً: وزارة الصحة مهمتها تشكيل غُرفة عمليات مركزية تشمل جميع المراكز الإعلامية لمُديريات الشؤون الصحية والمُستشفيات التابعة لها، بحيث يكون هناك سهولة في تمرير المعلومة.. ثالثاً: يجب أن يكون للصحافة السعودية مكان في هذه الغُرفة لتكون عاملاً مُساعداً في نشر المعلومة وعدم الاعتماد على مشاهير سناب خصوصاً بعد التجربة الفاشلة التي جعلت من مُهربي الطيور ناطقين رسميين للتوعية الصحية في الحج. أخيراً.. هذا نداء لوزارة الصحّة لتواجه هذا الحدث قبل أن نرى التخبط الذي اعتدنا رؤيته.. * كاتب سعودي [email protected]