يقف العالم متأهباً أمام «كورونا الصيني» مطلع 2020، إلا أن التجربة السعودية مع كورونا أو ما يعرف علمياً ب«متلازمة الشرق الأوسط التنفسية»، لا يمكن أن ينساها السعوديون الذين عاشوا فصول روايتها بدءاً من أبريل 2014، كان الوضع أقرب إلى أن يكون مخيفاً في السعودية، قبل 6 أعوام من الآن، وزير الصحة الأسبق عبدالله الربيعة يحاول احتواء الأزمة، مع التزامه بأعلى معايير الشفافية، يكشف عن تسجيل إصابات في مدن عدة بدءاً من الرياض والأحساء، وانتهاءً بجدة، منظمة الصحة العالمية تقول إنها لا تملك معلومات كافية عن طرق انتقال المرض بين البشر، وتوصي بالحذر، عددٌ من السعوديين يرتدون الكمامات بما فيهم «موظفو البنوك»!. المرض التنفسي الفيروسي الذي تؤكد منظمة الصحة العالمية، أن المتسبب فيه أحد فيروسات كورونا والمكتشف في السعودية في عام 2012، المتسبب في أمراض للبشر، يمتد طيفها من نزلة البرد الشائعة إلى المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة (سارس)، بأعراض تصل إلى الحمى والسعال و/ أو ضيق التنفس. والالتهاب الرئوي وأمراض معوية تشمل «الإسهال»، والذي أطاح بوزير الصحة عبدالله الربيعة في أواخر أبريل من العام 2014. عبدالله الربيعة، الجراح الماهر المتخصص في فصل التوائم السيامية، والرجل الذي وقف بصحبة ابنتيه في العام 2009، حاسراً كمّه عن ساعده أمام عدسات مصوري وسائل الإعلام، ليأخذ وابنته المصل الوقائي من جائحة أنفلونزا الخنازير، بعد تفشي المرض عالمياً، وقف في العام 2014 عاجزاً دون الحيلولة عن تفشي «كورونا» في السعودية بعد تسجيل إصابة 80% من المرضى حول العالم في السعودية، الأمر الذي أدى حسب مصادر متطابقة إلى إعفائه من قبل العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز آنذاك. «متلازمة الشرق الأوسط التنفسية» والتي كانت الجمال فيها المتهم الأول، بعد تأكيد من منظمة الصحة العالمية على أن كورونا «الفايروس الحيواني المصدر»، ينتقل بين الحيوانات والبشر. مرجعة إصابة الأشخاص بالعدوى عن طريق مخالطة الجِمال العربية على نحو مباشر أو غير مباشر. وعلى الرغم من الهلع العالمي من «الجائحة الآسيوية» لكورونا في الصين، إلا أن السعوديين على المستوى الشعبي، تمكنوا بشكل لافت للانتباه من الحصول على مناعة نفسية حالت دون أن يسكنهم القلق من التشكيل الجديد للمرض الذي بدأ من أرضهم منذ 6 أعوام، ليشير وزير الصحة توفيق الربيعة، عن إجراءات احترازية ووقائية مشددة لمنع وصول فيروس كورونا الجديد للمملكة، من خلال حصر الرحلات القادمة مباشرة، والمسافرين القادمين من الصين عبر رحلات غير مباشرة، وذلك بالتنسيق مع هيئة الطيران المدني، وإلزام المنافذ الصحية في نقاط الدخول بفرز المسافرين الواصلين «بشكل مباشر أو غير مباشر» من الصين بصرياً، وإحالة المشتبه بإصابتهم على الفور إلى إدارة الصحة العامة في المنطقة أو المحافظة التابعة لها نقطة الدخول لاتخاذ الإجراءات اللازمة، ليفتح التعاطي الشعبي اللامبالي نوعاً ما بالمرض مع المرض السؤال ب«هل ستتسبب المناعة النفسية السعودية بإصابتهم ب «كورونا الجديد»»؟.