من والده سلطان بن عبدالعزيز أَخَذَ الهيبة المعرفية والقيادية؛ حِكْمَة وحِنْكَة، وفاء وولاء، بشاشة ودماثة.. ومن وَالِدَته وجَدِّه عبدالله آل الشيخ الْتَقَط الخُلُق والدين واللغة والآثار العلمية والأدبية.. ذلك هو الأمير الشاب بدر بن سلطان بن عبدالعزيز، نائب أمير منطقة مكةالمكرمة. من الجوف بتنوعها البيئي أميراً، إلى البلدة المعظمة بقدسيتها نائباً.. ولمن؟.. لرجل قيادة وثقافة؛ «خالد الفيصل» صاحبُ البَوح المضيء الذي عندما يحضر شعره يتوارى النثر والناثر، وحين تُقْبِلُ مسؤولياته تأتي حِكْمَته القيادية وصرامة الحصيف المُحَنَّك، فقَبَضَ الشاب الراغب الطامح من خَلَد الخبير بمُهْجَةٍ رفيعة الإدراك. وحين دخوله مُعْتَرَك المسؤولية في إمارة الحج والعمرة والسياحة والمشاريع الضخمة؛ لم تُمْهِلْه «مدرسة الفيصل» فَكَسَرَت «البروتوكولات» واحْتَوتْه بابتسامةِ الأب الإنسان قبل القيادي المسؤول، فبادره «بدر الشباب» بِوَصْمَةِ قُبْلَةٍ على جبهته ووجنتيه بإخلاص طالبٍ ومَحَبَّةٍ لوالد، ومع الأيام.. امتدت تَجْرِبَة الفيصل المُحَنَّك إلى فِطْنَة الشاب النَبِيه؛ ولما وجَدَ نفسه أمام مسؤولية من نوع آخر أَحَاطَه بعنقودِ ودٍ ومحبة وتحفيز. بين عفوية ولطف وانضباطية؛ هناك طموحُ شابٍ بمنطق الكبار.. وبين لغة متوثبة وثقافة مسؤولٍ عصري واثق؛ هناك رجلٌ جمع ذكاء القيادة وهيبة المسؤول.. وبين غَوصٍ في تفاصيل الإنتاج وحصيلة عمل غير ممل؛ هناك نتاجٌ معرفيٌ لجيل طامح ونظرةٍ لاحتياجات مواطن.. وبين اشْتِغَال بمعايير الجودة الشاملة للمنطقة؛ هناك مستقبلُ وطنٍ برؤية استشرافية. وإذا كانت للهندسة سِمَةٌ فهي الابتكار، وإذا كان للابتكار عنوان فهو مِحْبَرةُ ذلك الشاب المُحَبَّرَة وأوراقه المُوُرِقَة، وحسٌ عالٍ من المسؤولية وإحساسٌ بالعمل وإتمامه، وحين يتحدث القيادي الشاب إلى مرؤوسيه فإن حديثه في أعلى درجات الأهمية، ومنها كانت رؤاه للتطوير درساً لمن دونه؛ تعزيزاً للصورة الذهنية والاستثمار المجتمعي والتنمية المستدامة. في صراحةٍ وشفافية، وتميزٍ وشمولية، وعطاءٍ وواقعية؛ ربطته علاقة بأبناء المنطقة، في عِظَم أمانة وتَعَهُدٍ والتزام مُبَجَّل، فَرَسَمَ معالمَ طريقٍ بعطاءٍ مزهر، وقوة شراكة مُشَاعَة بين مسؤول ورَعِية، تحقيقاً لآمال وطن ودعامة استقراره.. وأملٌ مشترك بين قائد ومواطن بطموحهما، وفعلٌ جادٌ وحركة دؤوبة لا تعرف الوهن ولا تقبل الجُمُود. وقَبْل مسؤوليته في إمارة المنطقتين؛ الجوفومكة، لم يَحتَفِظ بأفكاره إنما صارح بها في يقين وصدق ورغبةٍ خِدمةً للوطن، وحين تولى إدارتهما؛ أميراً ونائباً، جَسَّدَ آمال أهاليها واقعاً، وفي لقاءاته معهم كانت كلماته مُعَبِّرَةً بصدقِ يقين، ورغبة عمق، نهوضاً بمسؤولياته وإنتاجاته.. وباحْتَضَان هموم وطن وقضايا مواطن؛ بَاتَت خططه صوتاً له إجلالٌ وهَيْبَة. من منبر «عكاظ» ومن داخل مبناها في جدة؛ أَفْصَحَ الشاب الطموح عن مشاريع مُقْبِلة في منطقة مكة يتم الإعلان عنها بعد الانتهاء من دراستها، ورأى -أيضا- أن مسؤوليةً كبرى تقع على كاهل المنتسبين إليه في تبني رسائل التوعية وإبراز منجزات ومشاريع الدولة.. ولعبَ دوراً مهماً داخل المجتمع، بتثقيف الناس وبناء فكر مجتمعي لتطوير الدول والمجتمعات الإنسانية. وثمة أَمْرٍ مُحْتَم ذكره عند ذكر «بدر الشباب»؛ أن شاباً مُتَحَفِّزاً من أبناء المملكة يتولى منصباً حساساً، وذلك جوهر أولويات القيادة نحو الشباب ومن ضمنهم المرأة، كركيزة أساسية للتنمية، والطاقة المتجددة في مسيرة العمل والإنجاز، والمحرك الدائم للابتكار والتطوير، فعمل ذلك الشاب المسؤول على تكملة مسيرة وطن. وكمسؤولٍ شاب طامح يعرف هموم أقران طموحين؛ كم كانت ابتسامته بلسماً لطالبة كلية دار الحكمة فاتنة عبيد، وبين ارْتِيَاح فتاة عن إمكانية اختيارها في مجلس شباب منطقة مكة وأريحية مسؤول؛ كان جوابه مريحاً لها «ستكونين منهم إن شاء الله».. هذا هو «ابن سلطان» كما رأيناه وسمعناه في «عكاظ».