كعادة حكام المملكة العربية السعودية المنبثقة من عمق الأخلاق الإسلامية السمحة والأصالة العربية، واستمراراً للنهج الموفق الذي انتهجه المؤسس الملك عبدالعزيز، بالتواصل المباشر مع أفراد الشعب، تستمر زيارات المحبة والخير من قادة بلادنا المباركة، وهذه المرة من نائب أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير بدر بن سلطان إلى محافظة تربة شرق محافظة الطائف والتي تعتبر بوابة نجد ومفتاح الحجاز، إذ لم يمض على تسلم الأمير بدر منصبه الجديد سوى الشهرين، وهي مدة قصيرة بالعرف الإداري والسياسي ولكنها كانت عميقة ببعدها الفعلي، فقد استطاع خلال هذه الفترة البسيطة أن يشرف ويطلع على عدد كبير من المشاريع، وأن يلتقي المسؤولين بمنطقة مكةالمكرمة ويباشر العديد من المهمات، كيف لا وهو الذراع الأيمن للأمير المفكر والإداري المحنك أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل. ويعد الأمير بدر من الكفاءات الشابة بالأسرة المالكة، وعيّن أميراً لمنطقة الجوف، ومن ثم نائباً لأمير منطقة مكةالمكرمة، فقد استهل جولاته التفقدية بعدد من محافظات المنطقة، كانت موفقة وحملت العديد من المفاجآت السارة للمواطنين، ولقد سعدنا واستبشرنا خيراً بزيارته لمحافظة تربة بعد 22 عاماً على زيارة والده الأمير سلطان بن عبدالعزيز، إذ كانت زيارة ود وتقدير ومحبة لسكان تربة وقبيلة البقوم التي كانت ولا تزال سداً منيعاً ودرعاً للوطن، حيث يدين مواطنوها بالمحبة والولاء لآل سعود منذ عهد الدولة السعودية الأولى، وبسبب هذا الولاء تعرضت تربة لحربين شرستين من محمد علي باشا، حين أتى بجيش ومدافع وعتاد، ولكن وفق الله أهلها للتصدي لتلك الحملات والانتصار على الجيش الغازي، ونستشهد هنا بما ذكره المؤرخ المصري الجبرتي: «لم يلق جيش محمد علي باشا كيداً في الجزيرة العربية مثل الذي لقيه من عرب البقوم»، وكذلك المؤرخ محمود فهمي المهندس في كتابه البحر الزاخر «لم يحصل من قبائل العرب القاطنين بقرب مكة مقاومة أشد مما أجراه عرب البقوم». وهذا نهج القبائل والأسر السعودية كافة، حيث ضحى الجميع بالنفيس والغالي لوحدة هذه البلاد المباركة تحت راية التوحيد. لذا جاءت هذه الزيارة الكريمة وبتوجيه من أمير منطقة مكةالمكرمة، لتكمل تلك المسيرة المباركة من قادة هذه البلاد في مختلف المناطق والمحافظات، حيث افتتح الأمير بدر مبنى الكلية التقنية بتربة بعد تطويره، وأطلق مبادرة لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بعنوان «التقنية والإنسان في خدمة ضيوف الرحمن»، كما أطلق مبادرة وزارة البيئة والمياه والزراعة بالمحافظة بعنوان «وادينا ينادينا» التي تهدف إلى التوسع في زراعة الأشجار والمسطحات الخضراء، ووضع حجر الأساس لحديقة الفرسان بمساحة 900 ألف م2، ومشروع إعادة تأهيل الشوارع وأعمدة الإنارة بالمحافظة. كما التقى الأمير بدر المسؤولين والمواطنين واستمع لمطالب الأهالي ومقترحاتهم، وزار عددا من المشايخ والأعيان.