من حقنا أن نتساءل لماذا هذا الصمت من منظمات الإغاثة الدولية، والهيئات المعنية بمكافحة الجوع وأيضاً هيئات حقوق الحيوان، مما يجري في أستراليا حالياً من قتل وحشي للجمال، في وقت تتزايد معه أعداد الجوعى في العالم (بلغ عدد الجوعى في العالم 821 مليون إنسان وفق تقرير الأممالمتحدة لعام 2018) وهي بحاجة للغذاء لتعيش، ولحوم الإبل أفضل وسيلة لإنقاذ الجوعى بدلاً من قتلها وتركها رمما في الصحراء الأسترالية، فهل يعقل ما يجري في تلك القارة من إهلاك لأعظم مخلوقات الله في عالم الحيوان وأكثرها فائدة ومنفعة للإنسان.. وورد ذكرها في القرآن الكريم لبيان عظم خلقها كآية من آيات الله في قوله تعالى: (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت). ومن المستغرب أن ما يجري هناك أمر عادي لا يحق لأحد أن يعارضه أو حتى يناقش الحكومة الأسترالية حول وضع ملايين الجوعى في العالم، ممن لهم الحق في لحوم الإبل التي تقتل وتترك للهوام والضواري! كما نتساءل: هل قتل 10 آلاف جمل ينهي مشكلة أستراليا مع هذا الحيوان العظيم؟ الجواب بالطبع لا. فالحكومة هناك قتلت 160 ألف جمل، بمعدل 6 آلاف جمل سنوياً، وإذا كان في أستراليا حالياً أكثر من مليون رأس من الجمال فهل سيقضى عليها بنفس الطريقة الحالية؟ سؤال لا بد من الإجابة عليه لنعرف مصير تلك الإبل، ومن المعروف أن أستراليا ليست موطناً لها فقد أحضرها المستكشفون الإنجليز في أوائل القرن ال19 لاستخدامها وسيلة نقل لاستكشاف أعماق أستراليا، ومع مرور الزمن تكاثرت الجمال بحكم قدرتها على الحياة في الصحراء، وعلى عكس ما يقال حالياً من أن لها أضراراً على البيئة، فقد أظهرت دراسات محايدة أن تأثيرها على البيئة الأسترالية محدود جداً فهي ليست مضرة أو مدمرة، كما الأنواع الدخيلة حيث تفضل أن تقتات على أنواع من النباتات وتشكل الأعشاب 2% فقط نسبة غذائها، وبما أنها لا تمتلك حوافر فإنها لا تسبب انجرافاً للتربة (الجمال الوحشية في أستراليا- ويكبيديا)، ولكن حجة الحكومة الأسترالية في خطتها لإعدام 10 آلاف جمل لأنها تسبب الاحتباس الحراري مما يسبب الحرائق وتشرب كميات وفيرة من الماء، ومن المفارقات العجيبة أن أستراليا تعاني منذ أكثر من شهر من حرائق هائلة أهلكت الحرث وأكثر من مليار كائن حي من غير الجمال. وفي كل الأحوال تعتبر مجزرة قتل الإبل في أستراليا محل استغراب بسبب غياب أي اعتراض دولي! والحل من وجهة نظري هو سرعة التدخل الدولي ممثلا في الأممالمتحدة لإقناع أستراليا لوقف هذا العمل الوحشي، ومن ثم تداعي هيئات الإغاثية في العالم لفتح باب النقاش مع حكومة أستراليا الديموقراطية لجعل التخلص من الجمال ذا فائدة تعود على الإنسانية. عضو الجمعية الوطنية لحقوق الانسان talal_kusti@