وصفت الحكومة السودانية، الأحداث الأمنية التي صاحبها إطلاق نار في شوارع العاصمة الخرطوم صباح اليوم (الثلاثاء) بأنها عملية تمرد، لكنها شددت على أنه سيتم حسمه، وأن القوات المسلحة والقوات النظامية قادرة على تأمين المواطنين والمنشآت. وكانت وحدات أمنية مسلحة خرجت إلى شوارع العاصمة صباح اليوم، مشهرة السلاح ومطلقة الرصاص في الهواء، وأغلقت بعض شوارع الخرطوم بالقرب من المطار، ما تطلب إغلاق حركة الملاحة الجوية وفق بيان رسمي من الطيران المدني، مؤكدا أن الإغلاق سيستمر حتى ال8 مساء بتوقيت الخرطوم. وقال رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك إن الوضع تحت السيطرة، مشددا في تغريدة على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، على أن "هذه الأحداث التي وقعت لن توقف مسيرتنا ولن تتسبب في التراجع عن أهداف الثورة". وأوضح أن الموقف الراهن يثبت الحاجة لتأكيد الشراكة الحالية والدفع بها للأمام لتحقيق الأهداف العليا. وجدد حمدوك الثقة في القوات المسلحة والنظامية و قدرتها على السيطرة على الموقف. من جانبه، فسر وزير الثقافة والإعلام فيصل محمد صالح ما حدث بأنه تمرد من بعض قوات العمليات التابعة لجهاز المخابرات العامة، في منطقة كافوري وسوبا ومقر هيئة العمليات شرق مطار الخرطوم الدولي، كما حدثت حركة احتجاج محدودة في مدينة الأبيض «غربي السودان». وقال في بيان من مجلس الوزراء إن وحدات من تلك القوات خرجت إلى الشوارع وأقامت المتاريس وأطلقت زخات من الرصاص في الهواء. وبين أن المخابرات سبق أن أصدرت قرارا بتسريح هيئة العمليات بعد التعديل الذي حدث في قانون الجهاز وتحويله إلى جهاز لجمع المعلومات، إلا أن بعض الوحدات رفضت المقابل المادي الذي قررته الجهات الرسمية مقابل التسريح، واعتبرته أقل مما يجب أن يتلقوه. وأضاف أن القوات المسلحة والقوات النظامية تعاملت مع الموقف وأمنت الشوارع والأحياء ولم تحدث أي إصابات بين المواطنين والقوات النظامية حتى الآن، وتواصل الجهات المسؤولة مساعيها مع الجهات المتمردة لتسليم أنفسهم وسلاحهم للقوات النظامية. وشدد فيصل على أنه «في كل الأحوال فإن القوات المسلحة والقوات النظامية تؤكد أنها قادرة على حسم التمرد وتأمين المواطنين والمنشآت»، داعية المواطنين إلى الابتعاد عن تلك المناطق المحددة، وترك الأمر للقوات النظامية وتأمين الموقف.