ماذا بعد رد إيران لمقتل قاسم سليماني؟ وماذا بعد تأجيل ترمب كلمته تعليقا على ذلك الرد؟ ساعات طويلة ترك الوقت للمحللين السياسيين لأن ينثروا التوقعات والتكهنات عما يمكن أن يكون عليه الوضع.. العالم مجتمعا اتخذ من الفعل وردة الفعل مجالا لتصور ما الذي يمكن أن تكون عليه المنطقة، خاصة أن إيران أعلنت أن بنك الاستهداف لديها مرتفع في حالة المساس بجغرافيتها لتصبح كل المنطقة معنية بالرد من خلالها أو من خلال أذرعها التي أعلن بعض منها أن الرد على مقتل قاسم سليماني يخصها حتى لو لم ترد إيران. نعم هناك تطمين إعلامي أن الطرفين (أمريكاوإيران) لا يرغبان في حرب مباشرة، إلا أن الجو مكهرب بما يمنح الفرص لتفخيخ المنطقة في حرب طويلة لاستنزاف خيرات المنطقة، حتى إذا مرت السنوات الطوال سوف تترك كمنطقة بور. الآن وقبل احتدام الردود بين الطرفين يصعب التكهن بما سوف تؤول إليه الأحداث، وإن كان من أمل في عدم اشتعال الحرب المباشرة بأن رد إيران بضرب القاعدتين الأمريكيتين في العراق متفق عليه، بحيث يكون الرد الإيراني الجابر لخواطر الإيرانيين بأن دولتهم ردت على مقتل قاسم سليماني ويكفي ذلك، ثم تترك للمفاوضات تسوية الأمر أو الوقوف في النقطة المتوترة من غير أن تشن الحرب.. هذا الأمل وإن كان وهما يمكن أن تقف عليه المنطقة قبل أن تهوي إلى قرار سحيق من الانهيارات المتلاحقة. وليس صحيحا أن وضع أي تحالف قادر على إنهاء المعركة في أيام معدودات، فتجارب الحروب السابقة في المنطقة تؤكد أن أي حرب تقوم سوف تستمر لسنوات طوال. ولأن المنطقة تقع بين السندان والمطرقة في كل حالاتها متضررة تصبح الحنكة ضرورية للخروج من بين عض الفكين الشرسين.. وكيف يمكن أن يكون ذلك الخروج مع معطيات وتعهدات سابقة، فهذا هو الواجب مناقشته، لكي لا تغدو جغرافية دول المنطقة هي المستهدفة. [email protected]