فقدت نصفي منذُ زمن وتبقى آخر وكلما تباطأ النوم ساعة فقدت بنانة من جسدي وكلما تأخر الحزن يوماً أصابني الرعاش كيف ينام المساجين ليوم كامل ويبكون دون دموع هل لتلك الملابس الموحدة سر لامتصاص أحزانهم أم لتؤكد أنهم سواسية في اللون والدين، ومكائن الحلاقة، وأقراص المهدئات كيف ينامون كل هذا الوقت دون أن يشتروا دواء لأمهاتهم المُصابات بالروماتيزم ويكتبون رسائل حُب لزوجاتهم ويصرخون في وجوه أطفالهم كيف يبكون وينامون في الليلة ذاتها أو بالأصح كيف ينامون دون أن يبكوا وهل النوم نافذة التعب والبُكاء نافذة الحزن والسجن نافذة العدل والموجة نافذة البحر أما أنا.. فلستُ نافذة لأحد.