الأهم من كون المملكة تقدم مساعداتها الإنسانية كدولة ملتزمة بمواثيق وأنظمة وقوانين المنظمات الدولية المعنية بمساعدات الشعوب، فإنها قبل ذلك تنطلق من تعليمات الدين الإسلامي الذي يمثل ميثاقها الإنساني، والأخلاقيات التي تأسست عليها والقيم التي تنطلق منها حكومة ومجتمعاً، وهي قيم راسخة في كل الظروف، لا تتأثر بعسر أو يسر، ولا بتقلبات وظروف تطرأ على إمكاناتها، إنه التزام ديني وإنساني يقع في مقدمة أولوياتها. لقد أفادتنا مؤخراً منصة التتبع المالي التابعة للأمم المتحدة (FTS) أن المملكة حصلت على المركز الخامس عالميا والأول عربيا في تقديم المساعدات الإنسانية، إذ بلغت المساعدات السعودية 1.2 مليار دولار تمثل 5.5% من المساعدات الإنسانية الدولية، كما تصدرت المانحين لليمن بمبلغ 1.2 مليار دولار تمثل 31.3% من إجمالي المساعدات المقدمة لليمن خلال 2019، هذه الحقائق تؤكد أن المشروع الإنساني للمملكة المتمثل في مساعدة الشعوب المحتاجة هو التزام ثابت لا علاقة له بمواقف أو توجهات سياسية لأي من الدول التي تتلقى المساعدات، فقد طبقت المملكة هذا المبدأ في دول كانت لها مواقف سياسية سلبية تجاه المملكة، وخلال أزمات سياسية حادة دفعت بعض الشعوب إلى التعبير عن مشاعر غير ودية تحت ضغط السلطات، وسوف تستمر المملكة في هذا النهج طالما هي ترفع شعار مملكة الإنسانية، وهو شعار عملي وليس نظرياً استعراضياً.