تقوم المملكة العربية السعودية بمسؤولياتها الإنسانية لمساعدة ودعم شعوب العالم في ما تحتاجه من مساعدات إنسانية وإغاثية وتنموية، وتلعب دوراً محورياً في تخفيف معاناة الشعوب، حيث قدمت مساعدات إنسانية للاجئين حول العالم خلال السنوات الثمانية الماضية بقيمة 1.03 مليار دولار، وبلغت المساعدات المقدمة من خلال المفوضية السامية لشؤون اللاجئين 239.7 مليون دولار، أما التي قدمت عن طريق منظمة الهجرة الدولية فبلغت قيمتها 93.2 مليون دولار. جاء ذلك خلال كلمة ألقاها مساعد المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية للتخطيط والتطوير الدكتور عقيل بن جمعان الغامدي في الدورة ال69 للجنة التنفيذية للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين المنعقدة خلال الفترة 1-5 أكتوبر 2018 في مقر الأممالمتحدةبجنيف، بحضور المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فليبوغراندي، ورؤساء وفود الدول المشاركة والمنظمات الدولية والوطنية. وأوضح الدكتور الغامدي أنه وفقاً لإحصاءات المفوضية السامية للاجئين وصل عدد المهجرين قسرياً في العالم نحو 68.5 مليون شخص بينهم 25.5 مليون لاجئ، حيث وشهد هذا العام زيادة في نسبة اللاجئين قدرها 10%، وهي أكبر زيادة حصلت حتى الآن. وأضاف أن أوضاع اللاجئين في العالم تواجه تحديات كثيرة، حيث استوجبت الزيادة السنوية الكبيرة في نسبتهم الحاجة لتطوير برنامج عمل يعتمد على تحسين الممارسات واستحداث تدابير فعالة ومستدامة يتضمنها الميثاق العالمي بشأن اللاجئين الذي تعده المفوضية السامية لشؤون اللاجئين. وذكر الغامدي جانباً من المساعدات السعودية لعدد من دول العالم المحتاجة حيث بين أن المملكة قدمت للاجئين الروهينغا في بنغلاديش وماليزيا مساعدات إنسانية بمبلغ 18.1 مليون دولار نفذ بها 13 مشروعاً، هذا إضافة إلى مشاريع للنازحين الروهينغا داخل ميانمار عبر منظمة الهجرة الدولية، كما قدمت المملكة للاجئين السوريين مساعدات إغاثية في كل من الأردن بقيمة 178.3 مليون دولار، وفي تركيا بقيمة 88.7 مليون دولار، وفي لبنان بقيمة 95.7 مليون دولار، وقدمت للاجئين منهم في بلدان متعددة مثل العراق ومصر وغيرهما بقيمة 219.6 مليون دولار، نفذ بها 198 مشروعاً إنسانياً، فضلاً عما تم تقديمه من مساعدات إنسانية وإنمائية للأردن بقيمة 203.3 مليون دولار كبلد مستضيف للاجئين. وواصل أن المملكة قدمت تمويلاً بمبلغ 500 مليون دولار لدعم خطة الاستجابة الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن لعام 2018، وخصص من هذا المبلغ 31.0 مليون دولار للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، و23.3 مليون دولار للمنظمة الدولية للهجرة لتقديم مساعدات إنسانية للاجئين والنازحين اليمنيين داخلياً، أما جملة ما قدمته المملكة العربية السعودية لليمن منذ بداية الأزمة في عام 2015 من مساعدات إنسانية وتنموية وإغاثية للشعب اليمني الشقيق بلغت 11.18 مليار دولار. واستطرد أنه بالنسبة لفلسطين كانت وما زالت المملكة من أكبر الدول المانحة، حيث قدمت منذ عام 2000 وحتى عام 2018 مساعدات تنموية وإنسانية وخيرية بلغت 5.55 مليار دولار. أما في الصومال فقال الغامدي: إن المملكة قدمت مساعدات إنسانية وتنموية بلغت قيمتها 177.3 مليون دولار، حيث نفذ بها 29 مشروعاً، كما قدمت تمويلاً للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين ومنظمة الهجرة الدولية بمبلغ 10 ملايين دولار لإعادة اللاجئين الصوماليين من اليمن ومساعدتهم على الاستقرار في الأماكن التي عادوا إليها، كما خصصت المملكة تمويلاً بمبلغ 10.0 مليون دولار للمشاريع الإنسانية في نيجيريا، حيث العمل جار على تنفيذ مشاريع إنسانية وإغاثية عاجلة للنازحين في المناطق المتأثرة. وأشار إلى أن المملكة قدمت في باكستان مساعدات إنسانية وتنموية بين عامي 2005 و2018 بمبلغ 107.3 مليون دولار نفذ بها 85 مشروعاً للنازحين الذين تأثروا بالفيضانات والزلازل، أما في أفغانستان فقدمت المملكة مساعدات إنسانية وخيرية ل32 مشروعاً للنازحين بقيمة 22.8 مليون دولار. ونوّه الدكتور عقيل الغامدي باستضافة المملكة 1.07 مليون شخص من اللاجئين (نسميهم بالزوار) بينهم 561.911 من اليمنيين، و262.573 من السوريين، و249.669 من البورميين، أي ما يعادل 5.26% من عدد المواطنين السعوديين، مبينًا أن هؤلاء الزوار لا يعيشون في مخيمات في المملكة كما هو الحال في دول عديدة، وإنما لهم حق الإقامة والتنقل ويتمتعون بخدمات التعليم والصحة والعمل التي يتمتع بها المواطن السعودي. وكشف الدكتور الغامدي أنه وفقاً لبيانات منصة التتبع المالي للأمم المتحدة (FTS) في سبتمبر 2018، فقد حلت المملكة العربية السعودية في المرتبة الرابعة من بين الدول الكبرى المانحة للمساعدات الإنسانية، حيث غطت الأعمال الإنسانية والإغاثية للمملكة 40 دولة. وفي ختام كلمته، أكد مساعد المشرف العام للتخطيط والتطوير بمركز الملك سلمان للإغاثة أن العمل جارٍ حالياً في المملكة على بناء قاعدة بيانات شاملة وبمعايير دولية وسيتم تدشينها قريبًا لحصر وتسجيل بيانات اللاجئين داخل المملكة العربية السعودية الذين نسميهم نحن بالزوار، كما ستسجل المنصة المساعدات التي تقدمها لهم المملكة.