صديقي أبا أيمن، جبير المليحان أرى أنك تجلس إلينا، حين يلتئم شملنا مصغيا لنا نحن من جئنا بعدك بزمن، تستمع إلينا، مجسدا معنى حاجة المثقف مهما كانت خبرته إلى المزيد من الإصغاء. ترفض أن ندعوك بالأب الروحي، فأنت كما أخبرتنا ذات حوار تكره الوصاية، مؤكدا أن المبدع الحق هو الذي لا يعيش في جلباب أبيه. أتدري أنه يصعب على الكثيرين ما وطنت نفسك عليه من مقتك للزهو والتباهي الفارغ الذي يكاد يكون عنوان المرحلة وأنت من أنت مبدعا في المشهد الثقافي! لكن يبقى أن تلك صفة المثقف الحقيقي. ثم يا صديقي.. حين تتحدث عن تجربتك في الحياة تأخذنا دون أن تدري إلى عوالم من ذكريات تشبه لدينا مواقف الرجال المحاربين أو فروسية الصعاليك وتوحدهم، نبقى كأننا نشاهد فيلما سينمائيا أُخرج بأحدث المؤثرات التقنية، مع الفارق هنا أن الإحساس محمول على أثير صوتك الهادئ المتأني، حسا تقصر عن إيصاله تلك التقنيات. ثم يا صديقي.. أبا أيمن هل تعرف أنك حكّاء بالفطرة؟ فحين تشتعل ليالينا بالسمر ويدنو الليل ليتدفأ من نارها ويغترف من شجن (السالفة)، تتسرب منك حكايا ومواقف تختلط فيها الطرفة بالمُلَح وبالحزن أحيانا. مزيج إبداعي لا يقدر عليه سوى ذات مجربة. إن كان للأصابع بصمتها وللعين كذلك، فبصمتك السردية هي تلك الحكايا التي تنزع عنها روحك الشفيفة. ثم يا صديقي.. يا أبا أيمن، يا صديقي جبير المليحان أعتذر لأن مساحة البوح هنا قد انتهت!