محيط كوكبنا يبلغ حوالى 40 ألف كيلومتر. وتقع مدينة لوس أنجلوس في الناحية المواجهة لجدة تقريبا. ورحلتنا الجوية اليوم على متن طائرة البوينج، وصلنا بمشيئة الله عز وجل الى مطار تلك المدينة العملاقة خلال فترة ألف دقيقة، وإليكم بعض من عجائبها: أولاً: آلية الملاحة المستخدمة غنية جدّاً، فمعظم وقت الرحلة كان اتجاهنا إلى الشمال الغربي وليس إلى الغرب كما نتوقع منطقياً. وذلك إلى أن وصلنا إلى نقطة في شمال جزيرة «جرين لاند» الجليدية، ثم غيرنا اتجاهنا إلى الجنوب الغربي. يعني طلعنا تقريبا فوق «رأس العالم». وهذا المسار الذكي بإرادة الله يختصر المسافة بين المطارين. وللعلم فرحلتنا من أطول الرحلات الجوية دون توقف في العالم. وهي أيضاً من الأطول لطائرة مزودة بمحركين فقط. ثانياً: وزن طائرتنا البوينج 300-777 ذات المدى الطويل عند الإقلاع كان يبلغ 346 ألف كيلوغرام. وعند الهبوط بسلامة الله في مطار لوس أنجلوس كان وزن البوينج 214 ألف كيلوغرام. وفين راحت ال132 ألف كيلوغرام؟ كانت تلك الكمية الهائلة هي وزن الوقود الذي حرقه محركا الطائرة العملاقان. وللعلم فهما أقوى المحركات في العالم اليوم. قوة كل منهما تعادل تقريبا قوة 540 سيارة لاند كروزر. وبالرغم من وزننا الهائل القريب من أقصى وزن للطائرة عند الإقلاع من مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة، لم تستخدم الطائرة كامل قوة محركيها. وللعلم فكل منهما يمتص حوالى مليوني متر مكعب عند الإقلاع. وقوة دفعهما تجعل تسارع طائرتنا مذهلاً. يبدأ في الثمانين كيلومتراً الأولى بتواضع فهو يعادل تسارع سيارتي الونيت أم غمارتين. ولكن ذلك التسارع ليس خطياً، بعد سرعة الثمانين كيلومتراً في الساعة يرتفع تسارع الطائرة إلى سرعة 326 كيلومتراً في الساعة خلال حوالى 48 ثانية فقط من بدء حركتها...يعني أسرع من البورش 911. ثالثاً: صعدت طائرتنا إلى ارتفاع ثلاثين ألف قدم في بداية الرحلة وبقيت على ذلك الارتفاع لفترة. ولكنه زاد تدريجياً خلال الرحلة إلى أن وصل إلى 38 ألف قدم. وأحد الأسباب الرئيسة هو نقصان وزن الطائرة، ففي كل ساعة طيران كانت تفقد حوالى 8 آلاف كيلوغرام من وزنها بسبب حرق الوقود.. ما يعادل حوالى 10 علب بيبسي في الثانية الواحدة. رابعاً: ينطبق المثال القائل «الرياح تجري بما لا تشتهي السفن» على رحلتنا الجوية بقوة. سرعة تحليقنا فوق الأرض خلال الرحلة راوحت بين 740 - 1100 كيلومتر في الساعة. وأما سرعة تحليقنا في الهواء فلم تتغير كثيراً أثناء التحليق. والسبب هو قوة التيارات الهوائية الشديدة التي سخرها الله عز وجل في الارتفاعات العليا بسبب دوران الأرض من الغرب إلى الشرق. أمنية: البوينج 777 من أنجح الطائرات العملاقة في العالم، وهي عبارة عن تحفة هندسية مكونة من حوالى ثلاثة ملايين قطعة يتم تصنيعها من أكثر من 500 شركة في أكثر من 10 دول حول العالم. أتمنى أن يشارك قطاع التصنيع والتقنية في تصنيع بعض من تلك القطع مستقبلاً بتوفيق الله وهو من وراء القصد. * كاتب سعودي