انتهت القصّة، ومات قاسم سليماني، فأيّ حياةٍ هذه التي عاشها مُتنقلاً بين المُدن والقُرى يعمل كواجهة للشيطان لا يملك بين يديه سوى الموت والخراب والفوضى..؟! سليماني الأب الروحي لفكرة البراميل المُتفجرة في سوريا مات بالطريقة ذاتها، مُحترقاً وجثته تحولت إلى أشلاء، في وسط كان يعتقد أنه آمنٌ بينهم.. مات بصاروخ قادم من السماء، صاروخ صامت لا صوت له، فجأة وبلا مُقدمات أصبحت السيارة التي يستقلها فُرناً يُشوى بِهِ جسد من كان يتلذذ بقصف الأطفال والنساء وتقديم الخطط الخبيثة التي تُخفف من تكاليف قتلهم.. لقد عاش قاسم سليماني لحظات الاحتراق، لحظات تناثر الجسد إلى أشلاء، لحظات انتزاع الروح تحت وهج النيران، لقد شعر بالألم لحظة بلحظة، وأدرك في النهاية حجم الإجرام الذي كان يصبه على أجساد المدنيين الأبرياء في سوريا وغيرها، لقد عاش هذا الموت البشع بكل تفاصيله.. ستستمر سياسة صيد كلاب الموت في المنطقة، انتهى زمن التنقل بلا خوف، سيحرمهم الخوف لذّة الفرح بقتلهم الأطفال والنساء.. هل سيستوعب أتباع ملالي الشر في المنطقة هذا الدرس، بأن المُجرم لن يجد أرضاً آمنه له..؟! لا أظن، بلا شك سيستمرون في همجيتهم.. في العراق سيستمر أتباع أولياء الشر في تثبيت العراق في قائمة البُلدان دائمة الفوضى، وسيبقى العراق بلداً مُستباحاً يصول ويجول فيه كل مهووس بالقتل.. أما في سوريا فلا حديث عن سيادة حتى على سبيل الكذب، رئيس الجمهورية لا يستطيع السير أمام ضابط روسي في قاعدة طرطوس البحرية! وفي لبنان سيطول ليل البؤس واليأس الذي أصبح دافعاً لجميع أبنائه لهجرته بسبب عنتريات حزب الشيطان وتسلطه على الدولة اللبنانية الهشّة.. وفي اليمن حكاية أخرى، مجموعة من الأوباش والأغبياء آمنوا بكاهن يبيعهم الوهم، كاهن لا يُجيد سوى منحهم (الصرخة) ليكونوا أكثر عبوديةً وتبعيةً له.. إيران تسلك طريقاً لا عودة فيه، طريقاً كل نهاياته خراب ودمار وفوضى تلتهم إيران وشعبها، حروب عبثية لو تم تسخير تكاليفها لتحسين كفاءة إنتاج النفط لكان الإيرانيون بخير، لا أحد في المنطقة يريد غزو طهران واحتلالها حتى يحيا هذا النظام البائس حياةً مجنونة كهذه.. مقتل قاسم سليماني لن يُنهي الإرهاب الإيراني ويقضي عليه، الإرهاب في إيران عمل مؤسسي، قاسم سليماني واجهة لمنظمة إرهابية أكبر، نظام اقتصادي واجتماعي وسياسي مبني على فكرة تصدير الموت والخراب. أخيراً: ما ضر إيران لو اهتمت بشعبها، ووجهت التنمية نحو بناء اقتصاد قوي يكون عائده على المواطن الإيراني، واستثمرت في الحياة أكثر من استثمارها في الموت، وأصبحت دولة حقيقية تُشبه دول الخليج الأخرى في اهتمامها بالاقتصاد والتنمية البشرية..؟ إنهم آمنوا بالخراب، ولن يجدوا في بلادهم سوى الخراب. * كاتب سعودي [email protected]