في وقت ارتقت السعوديات إلى السماء، ممتهنات مهنة «كابتن طيار» ليكتشفن الفضاء، استهوت أخريات مهنة الغوص في أعماق البحار، ليتقاسمن كلهن لغة اكتشاف الطبيعة. هنادي فكيرة، إحدى النساء اللاتي عشقن الغوص، فحولت الهواية إلى مهنة «مدربة غوص»، وحببت الكثير من الفتيات فيها كرياضة يمكن ممارستها في البحار، لتكون إحدى المساهمات في تأسيس أول فريق نسائي على مستوى المملكة «فريق غواصات جدة»، وتصبح تلك الرياضة لها واقعها وعالمها وروادها ممن يستهويهن البحر وعلومه وجمالياته. وحول البداية التي جعلت هنادي ترى أنها «تتنفس تحت الماء»، قالت ل«عكاظ»: «منذ 18 عاما تلمست بداياتي مع رياضة الغوص وسط نظرات استغراب من المحيطين، إذ واجهت صعوبات عديدة لعدم وجود مدربات غوص في تلك الفترة، لكن قبل 10 سنوات، بدأت تلوح بارقة أمل في انتشار مفهوم رياضة الغوص حتى بدأت الفتيات المهتمات يلجأن إلى سبر أغوار البحر عبر ممارسة الغوص، عندها بدأت ممارسة الغوص بصفه دورية». وأضافت: «عززت إمكاناتي بتعلم دورات غوص متقدمة وشاركت في تأسيس فريق غواصات جدة، الذي يهدف إلى جعل الغواصات تحت مظلة واحدة وتنظيم وتنسيق الرحلات والفعاليات البحرية». وأوضحت الكابتن هنادي، أن المشاركة في تأسيس فريق الغوص النسائي خولتها للحصول على لقلب مدربة غوص ومدربة استجابة أولية للطوارئ المختلة. وزادت: «ما زال الحلم يراودني لمواصلة التعلم والتدريب، من خلال تحولي إلى مدربة عضو في دورة إعداد وتطوير مدربين في منظمة عالمية تعد الأولى في مجال رياضة الغوص وإقبالي على نوع آخر من الغوص (الغوص التقني)، ولا زلت أرتقي بمراتب هذا النوع من الغوص». كما شاركت هنادي في تأسيس فريق «live dive»، وهدفه تدريب الغوص ودورات الاستجابة الأولية للطوارئ وتنظيم الرحلات البحرية. وحول جماليات البحر الأحمر الذي تعانقه هنادي بعينيها عند ممارسة الغوص، تعتبر هنادي البحر الأحمر من أجمل بحار العالم، وهو أغناها من حيث التنوع الحيوي ويتميز بغناه بالشعب المرجانية المختلفة والمتنوعة والساحرة ذات التباين في الشكل واللون والطبيعة، وهي بالطبع من الكائنات الحية التي تتغذى وتتكاثر وليست كما يعتقد البعض بأنها صخور أو جمادات، وهي بدورها توفر مسكنا ومصدر غذاء للكائنات الحية البحرية والأسماك، ما يجعل البحر الأحمر نقطة التقاء ووجهة كثير من المهتمين بما يحتويه من غواصين، مستكشفين، وباحثين، إضافة إلى ما يحتوي عليه من مناطق غوص هي الأجمل عالميا.