وجدت سارة البغدادي نفسها مدربة للفتيات الراغبات في تعلم وممارسة رياضة الغوص منذ عام 1991، بعدما قادتها رغبتها إلى الغوص في أعماق البحر عام 1989 واحترفت هذه الرياضة عام 1990، لتحصل على المركز الثاني في السباحة تحت الماء في بطولة الرياضات البحرية التي أقيمت في شرم الشيخ في مصر. وأشارت مدربة الغوص السعودية الأولي، تعيش العقد الثالث من العمر، وتحلم بإنشاء ناد نسائي للرياضات البحرية في جدة، حتى تتمكن الفتاة السعودية من ممارسة جميع هواياتها بصفة عامة والرياضات البحرية بصفة خاصة. التقتها"الحياة"فتحدثت عن تجربتها في الغوص، والمتعة التي تجدها في أعماق البحار، خصوصاً عندما تختلف المشاهد والمناظر عما هو على اليابسة، وكيفية احترافها مهنة التدريب. وتؤكد سارة بغدادي"بدأت أتعلم رياضة الغوص على يد مدربة بريطانية في عام 1989، من خلال التدريب على الغوص العادي وهو غوص الهواة، ثم احترفت هذه الرياضة". وتضيف"في عام 1991 احترفت التدريب وبدأت بتدريب أول مجموعة من الفتيات الراغبات في ممارسة رياضة الغوص، وعادة ما نمارس رياضة الغوص من على الشواطئ الخاصة المطلة على شاطئ خليج أبحر، أو من خلال الابوات بسبب عدم وجود ناد نسائي متخصص في الرياضات البحرية في مدينة جدة". ولم يقف انعدام الأندية الرياضية أمام تقدم وتفوق سارة في رياضة الغوص إذ حصلت على المركز الثاني والميدالية الفضية في بطولة الرياضات البحرية التي أقيمت في شرم الشيخ في مصر عام 1991"كانت مشاركتي في مسابقة الرياضات البحرية في شرم الشيخ هي المرة الأولي التي شاركت فيها في بطولة دولية، وحصلت على المركز الثاني في السباحة تحت الماء". ولم تتمكن مدربة الغوص السعودية من المشاركة في مسابقات دولية أخرى"وجدت نفسي أكثر في التدريب، خصوصاً بعدما دخلت تجربة المنافسة في البطولات الدولية، ولكن شعوري بالمتعة أثناء تدريبي الفتيات ومتابعتي مراحل تطورهن في رياضة الغوص شجعني على الاستمرار في مجال التدريب". واستطردت"ليست هنالك شروط معينة أو سن معينة لممارسة رياضة الغوص، فكل المطلوب من الشاب أو الفتاة الراغبة في ممارسة تلك الرياضة أن تكون لديها اللياقة الصحية اللازمة كخلوها من العمليات والجراحة بمدة تزيد على ستة أشهر، وعدم إصابتها ببعض الأمراض المزمنة كالأزمات القلبية وأمراض الصدر، علاوة على ذلك إيجادتهن ممارسة رياضة السباحة ولا يشترط تمتع الممارسة باللياقة البدنية العالية فكل جسم قادر على حمل ذاته". وأضافت أن هناك مراحل تدريبية لا بد للراغب في تعلم رياضة الغوص من إتقانها،"ففي المرحلة الأولى يدرس الغواص المبتدئ ما يتراوح بين 10 و12 ساعة دراسة نظرية، ونعتمد نظاماً عالمياً في ذلك، وهو برنامج مكون من خمسة فصول، يدرس خلالها الشخص طبيعة البحر، وطبيعة جسم الإنسان، والتغيرات الطارئة على جسمه عند انتقاله إلى وسط مائي، وكيفية تحسين مهاراته في الغوص، وطرق حساب الوقت والعمق. وفي المرحلة الثانية يتم تدريب الغواص على ممارسة الغوص في المسابح وعادة لا تتجاوز هذه الفترة 20 ساعة، ينتقل بعدها إلى المرحلة الثالثة والأخيرة وهي التدريب على الغوص في أعماق البحر، ويلزمه ثماني ساعات فقط حتى يتمكن من الغوص هاوياً، كما أن 35 ساعة كفيلة بإتقان رياضة الغوص وغالباً تتراوح رسوم الدورة بين 1200 و2000 ريال". وتحدثت عن أنواع الدورات"بعد دراسة الغوص للمتدرب نظرياً وعملياً في المسبح ثم في البحر، نبدأ تدريبه على الغوص في عمق 60 قدماً، إذ يكتسب خلال هذه الدورة العديد من المهارات التي تخوله متابعة التدريب في مجالات أكثر عمقاً ثم نبدأ تدريب الغواص على الغوص المتقدم، إذ يتعلم الغوص في درجات أعمق من 60 قدماً، وكذلك التدريب على الغوص الليلي، واكتسابه عدداً من المهارات كالتصوير تحت الماء، والملاحة وغيرهما من الهوايات التي يمكن للغواص ممارستها وسط أعماق المياه". وتضيف أن"هناك العديد من الدورات منها دورة الإنقاد إذ يتدرب الغواص على العناية بالآخرين، وكيفية تجنب المشكلات العارضة والحوادث، خصوصاً أن رياضة الغوص من الرياضات الجماعية، وتمارس بشكل فريق وهناك أيضاً دورة المحترفين، وهذه الدورة تؤهل صاحبها ليكون مساعد مدرب غوص، إضافة إلى دورة المدربين التي تمكن الغواص من تدريب أشخاص آخرين على رياضة الغوص وتوجد بعض الدورات المتميزة في عرض الأزياء داخل المياه". وقالت:"لا بد للغواص من أن يرتدي بزة مصنعة من المطاط الرفيع، ويمكن زيادة سمكها بحسب برودة الجو، خصوصاً أن جسم الإنسان يفقد حرارته بعد الدخول للمياه ولا بد من التزود بكل معدات الغوص كالزعانف والنظارة الزجاجية لتحسين الرؤية، وأسطوانة الهواء، والتأكد من أنها موصلة بمنظم للهواء لتخفيف ضغط الهواء، وكذلك سترة لتثبيت الأسطوانة والتحكم في درجة الطفو عند الغوص، إضافة إلى حزم للثقل، حتى يتمكن الغواص من تحديد موقعه داخل الماء". وتضيف "أن عالم الغوص عالم غريب وعجيب ففي كل عمق ووقت يصادف الغواص العديد من الكائنات البحرية المختلفة، ويشاهد أنواعاً متعددة من المرجان والكائنات البحرية، ففي كل عمق تختلف المشاهد عن عمق آخر، وهذا ما يجعل لرياضة الغوص متعة حقيقة وينبغي على الغواص اتباع الوقت بحسب الجدول المخصص لهذه الرياضة، وتحديد العمق المطلوب، فمن المفترض الجلوس في وقت حدود الأمان، وزيادته يعرض الممارس أو المتدرب للعديد من المخاطر، أهمها زيادة نسبة النتروجين في الدم"ضغط الدم"، ما يؤدي إلى إصابته بمرض الضغط. وتحلم البغدادي بإنشاء ناد نسائي متخصص في الرياضات البحرية"هناك إقبال كبير من الفتيات على تعلم رياضة الغوص وهي من الرياضات الاجتماعية التي تتيح للفرد تكوين العديد من العلاقات الاجتماعية والصداقات المختلفة، وكذلك تكسب الفرد خاصية الاعتماد على ذاته وبناء شخصيته".