شهدت الساحة الشعبية في عصرها الذهبي بروز أسماء كثيرة أسهمت في تشكيل فضاءات الإعلام للنص الشعبي ومنحه موقعا مرموقا في الصحف والمجلات. وعلى مدى عقود كانت تلك الأسماء ملء العين والبصر، بل إن ساحة الشعر الشعبي ما زالت تدين لهم بالفضل في الكثير من النجاحات التي وصلت إليها. «عكاظ»، سلطت الضوء على اسمين بارزين ما زالت بصماتهما خالدة في فضاءات الشعر والإعلام: ناصر السبيعي: رئيس تحرير مجلة المختلف وشاعر من الطراز الأول، آثر أن يختفي خلف جدران صاحبة الجلالة منذ زمن بعيد، ورغم ذلك الخيار لم تخب شاعريته التي تجلت في الكثير من النصوص: قال: لو حبيت غيرك وش تقول قلت: أحاول قد مقدر أمنعك قال: وإن عيت تطاوعك الحلول؟ قلت: أحبه يا بعد عمري معك السبيعي أو «صانع النجوم» الذي ابتعد عن الساحة الشعبية بعد أن صنع أكثر نجومها عبر مجلة المختلف، يتنقل هذه الأيام بين الكويت والرياض، ويعمل على العديد من المشاريع الثقافية عبر مؤسسة الأمير بدر بن عبدالمحسن الحضارية، ويتطلع الكثير من عشاق الشعر الشعبي عودته للساحة، لافتين إلى أنه يستطيع أن يصنع الفارق في فضاءات الشعر الشعبي الخليجي. عبدالله الفارسي: اسم لمع في سماء الإعلام الشعبي قبل أكثر من 25 عاما. استطاع الفارسي بوعيه أن يغير الكثير من المعادلات من خلال صفحته التي يشرف عليها في صحيفة المدينة بعنوان «تضاريس»، إذ جعل من تلك الصفحة نموذجا للطرح الواعي والمتزن، بل إن تلك الصفحة أصبحت مرتعا لنصوص وطرح عمالقة الشعر والنقد في الخليج. لم يكن الفارسي أو «عمدة الساحة»، كما يحلو للشعراء تسميته، مجرد صحفي يختبئ خلف أوراق صحيفته، بل كان حاضرا في أغلب الملتقيات الشعرية، وأسهم من خلال علاقاته بفتح الكثير من النوافد بين شعراء السعودية وعدد من المنابر الإعلامية الخليجية خصوصا في الإمارات، التي عمل في إحدى مطبوعاتها وكان مناصرا للشعراء الشباب الذين وجدوا فيه الموجه والمعلم الذي مهد لهم درب النجاح لمعانقة شمس الإعلام بالطريقة التي تليق بهم. الفارسي المبتعد عن الساحة منذ زمن لم يبتعد عنه الشعراء والنقاد، وما زال ديوانه العامر في جدة بمثابة الصالون الثقافي الذي يجمع بين الحين والآخر عشاق الحرف من جميع المناطق ليستعيدوا ذكريات الماضي ويستشرفوا آفاق المستقبل.