سؤال يطرح نفسه؟ ما وجه العلاقة الطردية الإيجابية بين معلمة الروضة وبين الطفل؟ هل هناك ارتباط بمدى التقدير الذي تتلقاه معلمة الروضة وتسخير الإمكانيات كافة لها، في إنتاج طفل أكثر إبداعا وتميزا وبجودة عالية؟ معلمات رياض الأطفال هن الحضن الأول لطفل الروضة بعد انفصاله عن الأم والدخول في عالمه الجديد، وللمعلومية بعض المعلمات لم يخضن تجربة الأمومة ولكنهن عظيمات في احتواء الطفل بجميع الأدوار التعليمية، التربوية، وتوجيه سلوك الطفل، والتلقين والتدريب، ولكن مع الأسف أحياناً تضاف أعباء على معلمة الروضة فتقف عاجزة لقلة الوقت والجهد (تتمثل في القرارات، عدد الأطفال، إظهار نوع من الإبداع دون توفر الخامات). الواقع يؤكد بأن معظم معلمات رياض الأطفال يؤدين دورهن على أكمل وجه وبتمايز واضح من منطلق الأمانة، والمسؤولية ومن مبدأ الأمومة والعاطفة التي تتميز بها الأنثى بطبيعتها تجاه كل طفل. ولكن مهما كانت القرارات والاجتماعات على صعيد الوزارة، الإدارة، القائدة، الإشراف التربوي لتطوير مرحلة رياض الأطفال إذا أردنا تحقيق هذه القرارات بما يخدم الطفل، أولاً يجب تسليط الانتباه إلى معلمة الروضة، والاستجابة لندائها واستغاثتها، وإشراكها على طاولة صنع القرار. مع إتاحة الفرصة لصوتها في التعديل والإضافة، هناك مقولة أمريكية تقول «إذا لم يتم منحك مقعداً على الطاولة، احضر معك كرسياً قابلاً للطي»، كناية عن الأشخاص الذين يهمشون وحضورهم غير متوقع، ولكنهم مؤثرون، نحن لا نريد من معلمة الروضة أن تحضر كرسيها بيدها، ولكننا نطمح لدعم صوتها في توجيه الأخطاء واستدراكها، والمساهمة في وضع الحلول ومتابعتها، والأهم الإنصات لتلك التحديات التي تعترضها، فالتعامل مع الأطفال في حد ذاته هو مجهود مركز وعميق. ستكون أصواتهن شفافة إذا أعطين مساحة من الحرية، فهن أكثر فهماً وإدراكاً لتفاصيل الأمور. تحديات كثيرة ومتعددة قد تواجه القيادات لمرحلة رياض الأطفال، ولكن العائد من الطفولة المبكرة (اجتماعياً وثقافياً واقتصادياً) مذهل ويستحق كل هذا العناء. [email protected]