وسط مخاوف من دخول العراق في نفق مجهول، تفاقمت الاحتجاجات بعد انتهاء المهلة الدستورية لتسمية رئيس وزراء جديد خلفاً لعادل عبدالمهدي، وشدد المرجع العراقي علي السيستاني، أن الانتخابات المبكرة هي الحل الوحيد لإخراج البلاد من الأزمة التي تشهدها بعد شهرين ونصف من الاحتجاجات. وقال في خطبة أمس (الجمعة) في كربلاء: «إن أقرب الطرق وأسلمها للخروج من الأزمة الراهنة وتفادي الذهاب إلى المجهول أو الفوضى أو الاقتتال الداخلي، هو الرجوع إلى الشعب بإجراء انتخابات مبكرة. وطالب السيستاني الحكومة الجديدة بأن تعمل على انتخابات بعيدا عن قوة السلاح، وأن تكون الحكومة غير«جدلية». وواصل المتظاهرون احتجاجاتهم، معلنين رفضهم ترشيح شخصية من الكتل النيابية لرئاسة الحكومة، بعد أن أخفق البرلمان عند منتصف ليل (الخميس) في منح الثقة إلى شخصية جديدة لرئاسة الوزراء، فيما ينص الدستور على أن يقوم رئيس الجمهورية برهم صالح مقام الرئيس المستقيل، لمدة 15 يوماً. يأتي ذلك فيما أحال صالح، قضية الكتلة الكبرى إلى المحكمة الاتحادية، وسط ضغوط متواصلة لفرض أحد مرشحي تحالف «البناء»، قصي السهيل أو عبدالحسين عبطان. وأكدت مصادر مطلعة أن وفداً من أطراف كتلة «البناء» التقى صالح أمس الأول لمنعه من تقديم الاستفسار الدستوري، ودفعه إلى الاعتراف بمرشحي «البناء» لخلافة رئيس الوزراء المستقيل، عادل عبدالمهدي. في غضون ذلك، علمت «عكاظ» أن الولاياتالمتحدة أرسلت تعزيزات عسكرية كبيرة إلى مطار أربيل بطلب من حكومة كردستان التي تخشى تسلل عناصر «داعش» التي ظهرت مجددا في سهل نينوى، بحسب ما أعلن مسؤول أمني كبير. وقال المسؤول إن قوة أمريكية جديدة وصلت قبل يومين مع معداتها العسكرية التي تضم العشرات من عربات الهامر والمدرعات، مضيفا أن قوات أمريكية أخرى بدأت جولات على حدود قضاء مخمور والمناطق القريبة من الحدود السورية.