في زمن التحول من ورقي إلى رقمي، وفي زمن الدعوات الصائبة حينا والخائبة أحيانا، للحض على توديع الصحف الورقية إلى الأبد، والاكتفاء بالنسخ الإلكترونية، تخرج إلينا «عكاظ» من ثوبها الورقي القديم إلى ثوب ورقي جديد آخر، بهوية جديدة، وكأنها امرأة العزيز في فن الغواية.. إن التجديد بإطلاق هوية جديدة وشكل جديد لاسم «عكاظ» الأخضر إلى الأخضر الأكثر عمقا في اللون يوازي بذلك الأكثر عمقاً في الوطن. هو بالتأكيد أعظم تحدٍ تخوضه مؤسسة كبرى بحجم «عكاظ».. فهل ستنتصر العميقة في الروح ذات الغواية؟! يقول مالارميه: الحياة قصيرة والفن باق.. كذلك لسان حال «عكاظ» اليوم يقول قولا يشبه قول مالارميه.. الصحافة باقية مهما طالت الحياة. الصحافة الورقية ترف ل«عكاظ» التي واكبت الجديد الرقمي، وسبقت كثيرا من دعاته. فالمحتوى الذي هو عصبها متألق ومتجدد وموثوق وموثق على كل المنصات، وهو الأسبق والأسرع ليتلقاه الناس.. هو تعبير عن حال الوطن وحال الناس والمواطن.. هو الأخضر الأكثر عمقا من يومه، هو من يستحق الاحتفاء به والاحتفال به في مواسم المدن البهية التي غلّفت الوطن بالفرح والبهجة، ونجحت في استقطابنا، فهل ستنجح «عكاظ» من جديد في الاستقطاب والحفاظ على مكانتها تدعمها بذلك هوية جديدة؟! هل كانت «عكاظ» الورقية تحتاج ثوبا جديدا أم هو التحدي والإمعان في الترف الذي يليق بهذا الوطن؟