إذا إردت أن تُفسد مزاج المدخن احرمه من سيجارة، واتقِ شر المدخن إذا غضب، فموجة الغضب اجتاحت مواقع التواصل اعتراضاً على الدخان الجديد وعدم تقبله لدى البعض، ولكن سرعان ما تحول هذا الغضب إلى مؤامرة دبرتها قطر، من خلال جعل الدعوة إلى مقاطعة دولة شريكة، فما حدث هو استغلال لهذا الشرخ من قبل قطر بهوية سعودية في محاولة بائسة لاتهام الإمارات وقصورها في الرقابة على التصنيع. أخي المستهلك السعودي العربي لا تنس أن هناك اتفاقيات لم يجف حبرها بعد مع زعيم الشر أردوغان وأمير قطر قبل أيام، وبعدها طفحت هذه المؤامرة التي تشكك في منتجات دولة الإماراتالمتحدة. انتكاس اقتصاد قطر وتراجعه عن التصنيف الائتماني عالمياً وارتفاع تكلفة الديون التي عليها وانخفاض الاستثمارات خوفاً من المستقبل المجهول لقطر عوامل دفعت بقطر إلى انتهاج نهج تصدير أزماتها للخارج، فحكومة قطر تعبث بأموال الشعب القطري وتنثرها على مشاريع جيوسياسية لا يمكنها أن تنجح، إن ما يثير السخرية هو خبث تحالف الشر واستغلال حدث الدخان المغشوش في ضرب علاقة السعودية مع دولة الإمارات الشقيقة، محاولة بائسة، فالعلاقات السعودية الإماراتية لا يمكنها أن تتأثر بسبب حدث عابر قد يحدث في أي مكان بالعالم. أردوغان يحاول جاهدا إعادة الأنظار والاستثمار في تركيا وإنقاذ سعر العملة بعد انهيارها، فهو يستغل الحدث بما يتناسب مع طموحاته وبما يخفف الضغط عليه من قبل الجماهير التركية التي ضاقت ذرعاً ببرامجه الاقتصادية والسياسية. لا تنس أيها المستثمر أن المستهلك السعودي يدعم الإمارات ويقف معها لسبب بسيط؛ فدم الجندي الإماراتي سال بالحد الجنوبي وهذا يكفي لأن يقف الشعب السعودي بوجه أي محاولة استغلال لقضية الدخان المغشوش، فالقضية قضية تجارية ستتصدى لها الجهات المعنية بكلا البلدين ولن تأخذ بعداً سياسياً مهما كلف الأمر. السعودية والإمارات بينهما تكامل على كافة الأصعدة والمستويات، والسوق السعودية ستبقى الوجهة المفضلة للسلع الإماراتية والعكس كذلك. لن تتأثر السوق الإماراتية ولا السعودية بما حدث ولن يحصد المتربصون سوى الخيبة، فالسعودي وإن تحدث عن الغش التجاري فهو يقصد السلعة وليس بلد التصنيع، فالصناعات يشوبها الغش نظراً لارتفاع تكلفة المواد والرسوم والأيدي العاملة، ولا يخلو بلد من ذلك الوباء الاقتصادي. السعودية الشريك الاقتصادي للإمارات، فالسعودية بالمركز الأول عالمياً من ناحية شراكتها الاقتصادية مع الإمارات، وستكون الإمارات قريباً في المركز الأول من ناحية تصدير السلع للسعودية، فالإمارات ليست مجرد جار جغرافي لنا بل أكثر من ذلك بكثير، واسألوا الحد الجنوبي عن ذلك.