فُِتح حوارٌ بدأ ب«حش» وهذه كلمة باللهجة العامية «السعودية»، وتعني النميمة، وكان حول صديقة لنا، تزوجت مرات عدة حتى الآن، وتبدو دائماً أصغر سناً بيننا، وكيف كان يبدو مظهرها ساحراً في كل مرة ومتجددة، بعضنا حاول أن يطفئ توهجها، لكنها كانت ساطعة مثل نجمة في كل حواراتنا، وللغيرة نصيب وافر مع أغلبنا! لكنه لم يبدُ كذلك من وجهة نظري، فوضحتها.. بعد أن قالت صديقتي: «عطينا رأيك يا فيلسوفة زمانك!»، حسناً.. مجتمعنا يسلم بفكرة أن المطلقة امرأة أقل تقديرا من غيرها، وأنها مصدر فساد، والأغلب يبتعد عنها! وذلك في أغلب المعتقد الشرقي بالعموم، فتنشأ البنت منذ نعومة أظفارها على أنها أقل استحقاقاً من الصبي، ثم تصدر لنا فكرة أن المطلقة مصدر شكوك والمطلقة غير ثقة وليست جديرة كفاية، لماذا؟ لأنها ببساطة لم تضحِّ بنفسها لأجل المجهول، وذلك على اختلاف الأسباب أياً كانت، ما فعلته صديقتنا هو الصحيح في حق ذاتها هي تستحق ولم تخطئ في الزواج، شرع الله! لكن مجتمعنا يجُرّم الحلال باسم العيب، ما العيب؟! أتعلمون لمَ هي الجميلة دائماً لأن انعكاس حبها لذاتها واضح وصريح، الماضي بالنسبة لها لا شيء.. وهذا درس علينا أن نتعلمه جميعاً لا شيء يحط من قدرك إلا الحرام، ونحن بإذن الله لا نرتكبه، والمجتمع ومعتقداته وعاداته «في حريقه!». بعد ذلك الحوار الذي اختلطت فيه مشاعرنا بين حسرة وسخرية، تعانقنا وذكرنا قبل خروجنا «كفارة المجلس».